إبداع

ضمن تداعيات أزمة أشباه الموصلات آبل بين مصادرها الخارجية، والاكتفاء الذاتي

الحد من الاعتماد على الخارج

تتجه “آبل” نحو دعم إنتاج الرقائق الالكترونية داخل مصانعها، فوفقًا لتقرير بلومبيرغ الأولي، أعلنت الشركة أنها تؤسس مكتبًا جديدًا مصممًا لاستبدال العديد من المكونات الأساسية التي طورتها، مثل سكاي وركز وبراودكوم. وفيما تؤكد أزمة الرقائق العالمية دعم هذا القرار، إلا أنه من غير الواضح حتى الآن مدى تأثير التوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين على عمليات إنتاج آبل.

آبل مهتمة بتطوير رقائق الجيل الخامس الخاصة بها

من المقرر أن يتركز عمل المكتب الذي شكل حديثًا على تطوير “أجهزة الراديو اللاسلكية والدوائر المتكاملة للترددات الراديوية ونظام التداخل اللاسلكي SoC“. مع إنتاج “أشباه موصلات للاتصال بالبلوتوث والواي فاي”. وستكون أنظمة التداخل اللاسلكي من فئة M وA، التي تتضمن كروت الشاشة ووحدة المعالجة المركزية لأجهزة آيفون وماك من آبل هي المستفيد الرئيسي من هذه الخطوة. فضلًا عن الكثير من الرقائق الأخرى داخل هذه الأجهزة. وتدير هذه الأجزاء مجموعة متنوعة من المهام، من اتصال USB والشحن اللاسلكي وغير ذلك الكثير. توفر شركتا سكاي وركز وبراودكوم مجموعة واسعة من أجزاء آيفون التي يُحصل عليها من جهات خارجية. غير أن القرار الأخير يؤكد عزم آبل على إنتاج رقائقها بنفسها.

تُنتج شركة كوالكم حاليًا واحدة من أهم شرائح الطرف الثالث الموجودة في مودم آيفون. كانت آبل تعتمد إلى حد كبير على قطع شركة انتل، ما أسفر عن معركة قانونية استمرت سنوات. لكن لم يعد سرًا الآن أن آبل قد عزمت على تطوير رقائق الجيل الخامسة الخاصة بها. سبق هذا القرار الهام خطوات تحضيرية: ففي عام 2019، اشترت آبل أعمال مودم الهواتف الذكية من انتل، مقابل ما يقرب من 1 مليار دولار. كانت تلك علامة على قرار الشركة في التحول نحو إنتاج أجهزة المودم الخاصة بها لأجهزة آيفون.

المصدر: globalctoforum

مقالة ذات صلة : هل كان فايروس كورونا السبب الرئيسي لأزمة الرقائق الالكترونية عالميًا؟

نحو الاكتفاء الذاتي، في ظل التوترات العالمية

تتعدد الأسباب التي تدفع آبل نحو هذا الاتجاه، إلا أن أبرزها يكمن في تداعيات الأزمة العالمية المتعلقة بإنتاج الرقائق الالكترونية، الناتجة عن احتدام التوترات الدولية. تعاني آبل بشدة، كغيرها من الشركات العالمية، من نقص في الرقائق الالكترونية، خاصة بالنسبة للأجزاء التي طورها موردون مثل براودكوم. وقد أجبر هذا النقص بالفعل شركة آبل على التراجع عن أهداف الإنتاج الأولية لشهر أكتوبر. لكنها إذا نقلت جميع مراحل إنتاج أجهزتها الخاصة إلى مصادرها الذاتية، فستكتسب مرونة أكبر في مواجهة الأزمات الاقتصادية المتزايدة. والتي تمتد إلى ما هو أبعد من المشاكل المباشرة لـلموردين.

تعمل العديد من الصناعات بالفعل على اعتماد سياسة الاكتفاء الذاتي، لكن البعض يتجه أكثر نحو الاستعانة بالمصادر المحلية. في وقت سابق من هذا الشهر، وقعت جنرال موتورز صفقة لاستخراج المعادن النادرة لمحركات السيارات الكهربائية من أمريكا الشمالية، وتحديداً من منجم MP Materials في ماونتن باس، بولاية كاليفورنيا. ومع تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والصين، فمن المرجح أن تبحث آبل عن طرق لتأمين عملية تصنيع الرقائق خارج الصين. يستثنى من كل هذا الصفقة التي وقعها الرئيس التنفيذي لآبل، تيم كوك، مع مسؤولين في الصين عام 2016، والبالغة 275 مليار دولار. يشير هذا، وللأسف، إلى السباق المحتدم عالميًا، ليصبح من الصعب التكهن بموقف آبل، خاصة وأنها لا زالت مرتبطة بمصادر خارجية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى