إجراءات كورونا الصحية العامة، كإرتداء الأقنعة والتباعد الإجتماعي. كلها كانت جزء من التجاوب ومكافحة الوباء كوفيد-19 في السنوات الأخيرة والآن أغلب الدول بدأت برفع هذه الإجراءات.
ومع ذلك، بشكل مفاجئ قليل من الإنتباه تم دفعه إلى النتائج المذهلة التي يمكن أن تؤدي إجراءات كورونا إلى حصولها تجاه المشاكل التنفسية والأمراض شائعة الإنتشار.
هذه الآثار هي اكتشاف بحثي قيم من الوباء. إنه اكتشاف يشير إلى أن الاستخدام الانتقائي غير الإلزامي لتدابير الصحة العامة مثل التقنيع والتباعد الإجتماعي وغسل اليدين قد يكون له دور مستمر مع دخولنا المرحلة النهائية من كوفيد-19. تُعرف هذه التدابير مجتمعةً باسم إجراءات الصحة العامة غير الدوائية (NPIs).
انخفاض في العناية المركزة
بعد ظهور الوباء في مارس 2020، أبلغت العديد من المناطق حول العالم عن انخفاض كبير في الطلب على خدمات الرعاية الصحية المركزة، بما في ذلك زيارات الرعاية العاجلة لأقسام الطوارئ والإقامة في المستشفيات الداخلية.
في وقت مبكر، كان هذا على الأرجح مدفوعًا بإجراءات كورونا الإغلاق الصارمة، وتجنب المرضى إعدادات الرعاية الصحية بسبب مخاوف من الإصابة بكوفيد-19 أو تصور أن المستشفيات كانت مكتظة وغير قادرة على استيعاب الحالات غير الطارئة.
ومع ذلك، مع تخفيف تدابير الصحة العامة خلال الأشهر التالية، كان هناك انتعاش سريع في خدمات الرعاية الصحية لحالات مثل أمراض القلب والتهاب الزائدة الدودية. وفي الوقت نفسه، استمر الانخفاض في أمراض الجهاز التنفسي المنسوبة إلى فيروسات غير كوفيد-19.
يشير مقال على مومع النقاش “The conversation” من مقالة معدة من قبل بحاثين جامعة كالغري كندا إلى المعلومات التالية:
“في كندا، لم تحدث الزيادة السنوية المعتادة في حالات الإصابة بالأنفلونزا خلال فصلي الشتاء منذ بداية الجائحة.
قامت مجموعتنا البحثية بتحليل بيانات القبول على الصعيد الوطني. كشف تحليلنا أن حالات الدخول إلى المستشفيات بسبب أمراض الجهاز التنفسي الرئيسية انخفضت بشكل حاد في العام التالي لبدء الإغلاق الأول.
على وجه التحديد، انخفض تفجر مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD)، وهو مرض رئوي حاد مرتبط بالتدخين على المدى الطويل، والالتهاب الرئوي غير كوفيد 19 المكتسب من المجتمع بنسبة 40 في المائة تقريبًا في جميع أنحاء كندا بعد تنفيذ NPIs مثل التقنيع والتباعد الجسدي.
تم دعم هذه النتائج من خلال دراسة أخرى أجريت على 15677 مريضًا من تسعة بلدان. أبلغت تلك الدراسة عن انخفاض بنسبة 50 في المائة في دخول المستشفيات لمرض الانسداد الرئوي المزمن بعد ظهور الوباء. هذا ليس مفاجئًا تمامًا لأن كلا من مرض الانسداد الرئوي المزمن والالتهاب الرئوي غير كوفيد 19 غالبًا ما يتم تحفيزهما عن طريق فيروسات البرد الشائعة. إذا كنت مثل معظم الكنديين ، فأنت لم تصاب بنزلة برد منذ ما يقرب من عامين.”
مقالة ذات صلة : حبوب منع الحمل أخيراً أصبحت للرجال
التأثير على المرضى المعرضين للخطر
وقد يقول البعض لماذا إثارة كل هذا الضجيج بسبب بعض الأنوف النازفة والسعال الخفيف في كل شتاء؟ حسنا إن عدوى شائعة كالإنفلونزا والبرد على الأغلب لن تأثر بشكل كبير على إنسان عادي، ولكنها على الأرجح ستقتل بعض كبار السن، وبعض المصابين بالأمراض التنفسية المزمنة، وربما بعضهم سيحتاج للعناية الفائقة، والبعض لن ينجو.
بسبب النقص في الأبحاث، لم يكن بالإمكان إيجاد العدد الدقيق لأسباب الوفيات المتعلقة بالأمراض في العالم العربي، ولكن أمراض القلب والأمراض التنفسية المزمنة والسكري هم أكثر الأمراض فتكا في العالم، ولكن هذا لن يعني أن للإنفلونزا أثرها الخاص، حيث أنها تشكل ضغطاً على المؤسسات الصحية وهناك مرضى آخرين هم أولى بهذه العناية، كما أنها تصيب العديد من الناس الذين لا يملكون القدرة المادية على الوصول إلى الطبابة.
إجراءات كورونا التي أتخذت في السنوات الأخرى أدت إلى انخفاض كبير في الضغط على المشافي وخاصة غرف العناية المركزة، وفي دول متقدمة ككندا كان يدور الحديث عن ضرورة إنشاء مستشفيات الترياج، ورفض الزوار الذي لا يشكلون أولوية، ولكن بعد هذه الإجراءات انتفت الحاجة إلى تلك الخطط المختلفة، وظهر أن هناك مكان كافي للجميع.
مقالة ذات صلة : حقائق علمية تثبت ضرر التوقيت الصيفي على الصحة
إنهاء إجراءات كورونا الخاصة
مع استمرار الوباء، أصبح الناس مرهقين من القيود المستمرة للصحة العامة. مع معدلات التطعيم في المرتفعة حول العالم ومع بدء التطعيم حتى للإطفال. يتطلع الكثيرون إلى وقت قد لا تكون فيه الحاجة إلى إلزام الإجراءات الصارمة وإلى رفعها بشكل نهائي.
ومع ذلك ، قبل الاستغناء عن التدابير بالكامل، من المهم النظر فيما إذا كانت فوائدها الموضحة تستدعي استمرار الاستخدام. تشير حقيقة أن حالات الاستشفاء لأمراض الجهاز التنفسي غير كوفيد 19 ظلت منخفضة، على الرغم من تخفيف إجراءات الإغلاق الصارمة، إلى أن هذه الفوائد قد تستمر مع استخدام الأقنعة وممارسات مثل غسل اليدين المتكرر.
هل هو مستحيل فرض هذه الإجراءات
بعض هذه الإجراءات كانت ممارسة طبيعية في العديد من البلدان الآسيوية حتى قبل الوباء. وكنا نشاهد بعضهم بإستغراب لماذا دائما يرتدون الأقنعة. وفي حال تحول إرتداء القناع إلى ممارسة طبيعية. فإن هذا قد يوثر إيجاباً ويحمي الفئة الأكثر ضعفاً وتهميشاً من المرضى داخل المجتمع.
سيكون هذا بالتأكيد تحديًا نظرًا لمعارضة الأقلية الصوتية. ونقص الوعي بين عامة الناس حول فوائد الاستخدام المستمر للمؤسسات غير الهادفة للربح. حاليًا، معظم الأدلة المتاحة قائمة على الملاحظة إلى حد كبير. حيث لم تقم أي تجارب عشوائية حتى الآن بتقييم فعالية هذه الإجراءات للحد من أمراض الجهاز التنفسي الفيروسية غير كوفيد-19 على مستوى السكان في بلد ما.
بالإضافة إلى ذلك، لا يوجد إجماع حول أي من هذه المؤسسات قد يكون أكثر فعالية في منع انتشار المرض. ومن غير المعروف أيضًا ما إذا كانت التخفيضات في استخدام الرعاية الحادة. قد تُرجمت إلى انخفاض في معدلات الوفيات لحالات معينة.
مقالة ذات صلة : وفاة شاب بعد شربه أربع علب من مشروب الطاقة
نظرة نحو المتسقبل
تتم حاليًا معالجة هذه القيود في دراسة واسعة النطاق في ألبرتان لأكثر من 500000 مريض. تظهر النتائج الأولية – التي سيتم نشرها في وقائع المؤتمر الدولي لجمعية أمراض الصدر الأمريكية. لعام 2022 – أن الأدوية غير الفعالة هي استراتيجية فعالة لمنع زيارات الرعاية الحادة والوفيات المتعلقة بأمراض الجهاز التنفسي.
يجب على صانعي السياسات العامة أن يأخذوا في الاعتبار هذه الأدلة الدامغة. وأن يفكروا في ما إذا كان الاستخدام المستمر للقناع وغيره من تدابير الغير دوائية له ما يبرره. خاصة للأفراد المعرضين لخطر الإصابة بأمراض خطيرة من عدوى الجهاز التنفسي الفيروسية وأولئك القريبين منهم.
يمكن تعديل التوصيات أو السياسات، إذا لزم الأمر، الولايات في المستقبل مع ظهور أدلة جديدة. حتى ذلك الحين، قد يؤدي استخدام الإجراءات غير الدوائية، حتى على أساس مؤقت، إلى تقليل الضغط على نظام الرعاية الصحية لدينا والمساعدة في حماية الأعضاء الأكثر ضعفًا في مجتمعنا.
