علوم

سيول الربع الخالي مؤشر على تأثير تغير المناخ في السعودية

مشهد غير مسبوق بصحراء الربع الخالي جنوب شرق السعودية

صورة إلتقطها الأقمار الصناعية للسيول الهائلة بالقرب من المدينة المنورة في عام 2005 ولضخامة هذه السيول أدت لحصول أمطار خلال موسم الحج في ذلك العام.
المصدر: مرصد ناسا

فوجئ العديدين بمشاهدة سيول الربع الخالي الهائلة تتدفق من باطن الأرض في مشهد نادر لم يعتد عليه السعوديين. خاصة وأن الحادثة وقعت في نفود الدحى في صحراء الربع الخالي بعد أن شهدت المنطقة أمطاراً غزيرة خلال الأيام الماضية.

حيث تحولت صحراء الربع الخالي إلى ما يشبه الواحة، وفي منطقة عرفت بالخالية لإنعدام الحياة فيها بسبب غياب تساقط الأمطار.

ولكن في القترة الأخيرة أصبح سقوط الأمطار والسيول أمر معتاداً في منطقة الربع الخالي وهو أمر مثير للإهتمام، حيث أن أوروبا شهدت موسم جفاف غير مسبوق. فهل هناك رابط بين الإثنين.

مقالة ذات صلة: الجفاف الشديد في إيطاليا يكشف عن قنبلة مخفية مغمورة في النهر

تغير المناخ وإحترار الأرض فعلا سببا شتاء وصيف أشد قسوة

عالميا هناك ما يعرف بتطرف المناخ بسبب التغير المناخي. حيث أن ذوبان الجليد في القطبين أدى لإرتفاع حرارة المنطقة وتغير مسارات الرياح القطبية. هذا التأثير أدى لتغير ملحوظ في شتاء كل من شرق آسيا والولايات المتحدة الأمريكية.

هذا ما يفسر الشتاء الشديد الذي شهدته ولاية تكساس والذي توقع العلماء المزيد منه.

قام الباحثون بتفصيل سلسلة أرصاد جوية معقدة تربط هذه المنطقة الأكثر دفئًا بنمط دوار من الهواء البارد يُعرف باسم الدوامة القطبية.

يوضح المؤلفون أن ذوبان الجليد في بحر بارنتس وكارا يؤدي إلى زيادة تساقط الثلوج فوق سيبيريا ونقل الطاقة الزائدة التي تؤثر على الرياح الدوامة في الستراتوسفير فوق القطب الشمالي.

تتسبب الحرارة في نهاية المطاف في تمدد الدوامة مما يتيح للطقس شديد البرودة التدفق إلى الولايات المتحدة.

كانت هناك زيادة في أحداث التمدد هذه منذ أن بدأت عمليات المراقبة عبر الأقمار الصناعية في عام 1979.

مقالة ذات صلة: جبالاً من السكر في المحيط داخل الأعشاب البحرية

هل إتساع الدوامة هو ما أدى للأمطار التي تشهدها السعودية حالياً

على الأغلب من الممكن أنها تسببت بزيادة برودة الشتاء أو بجعل الأمطار التي كانت تحصل في السابق أشد عنفاً، ولكن لا دليل واضح أو دراسة حتى اليوم تظهر أن الطقس في السعودية متجه ليكون أكثر برودة بشكل دائم.

ولكن في حال إستمرت هذه الدوامة القطبية في الإتساع فعلى الأغلب ذلك سيؤدي لخلق مناخ جديد في السعودية. وفي حال تكرار حصول شتاء بأمطار وسيول أكثر كثافة فعلى الأغلب ذلك سيؤدي إلى إنبات وإعادة الحياة إلى الصحراء.

نشرت الدراسة في مجلة العلوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى