علوم

غابات الأمازون المطيرة هل تتحول إلى سافانا عشبية؟

مشكلة غابات الأمازون ليست مشكلة البرازيل وحسب

غابات الأمازون المطيرة
المصدر: CIFOR/flickr

نتيجة عمليات القطع والحرائق، يقول باحثون أن غابات الأمازون المطيرة قد تتحول في النهاية من مساحات شاسعة من الغابات الخصبة إلى سافانا عشبية، حيث اكتشفوا أنها فقدت القدرة على تعويض ما تخسره على مدار العقدين الماضيين.

وفقًا للدراسة التي نُشرت في مجلة Nature Climate Change فإن غابات الأمازون المطيرة تكاد تصل إلى نقطة التحول حيث قد تموت الأشجار بأعداد كبيرة، إذ أن قدرتها على التعافي من الكوارث كالجفاف أو الحرائق في معظم هذه الغابات تتراجع باطراد منذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

قد يؤدي هذا التراجع إلى موت الأشجار والشجيرات على نطاق واسع، مع عواقب وخيمة على التنوع البيولوجي، وتخزين الكربون العالمي، وتغير المناخ.

ما سبب أهمية غابات الأمازون المطيرة؟

المصدر: CIFOR/flickr

تعتبر غابات الأمازون أكبر غابة مطيرة في العالم، حيث تمتد لأكثر من مليوني ميل مربع في شمال أمريكا الجنوبية، معظمها في البرازيل، بالإضافة أيضًا إلى البيرو وكولومبيا وست دول أخرى. كما تعتبر هذه الغابة الضخمة أكثر مناطق الأرض تنوعًا بيولوجيًا، إذ تمتلئ بالنباتات والأشجار والحيوانات من جميع الأنواع والأحجام، والتي لا يزال كثير منها مجهولًا حتى الآن.

وتشكل غابات الأمازون أكبر ساحب لثاني أوكسيد الكربون، كما تلعب دورًا مهمًا في تنظيم دورات الأوكسجين والكربون في العالم.

يعود وجود منطقة الأمازون إلى أكثر من 50 مليون سنة؛ إلا أنها في الوقت الحالي مهددة بفعل الأنشطة البشرية كالحرائق المدمرة التي تفتعل لتأمين مناطق فارغة للزراعة، وكذلك للتنقيب على النفط والغاز والنحاس والحديد والذهب.

مقالة ذات صلة : علماء يطورون أفاتار للأورام السرطانية لاختبار أدوية السرطان

كيف سينعكس هذا التراجع على المناخ العالمي والتنوع البيولوجي؟

المصدر: Roosevelt Skerrit/Wikimedia Commons

قام فريق من الباحثين من “جامعة إكستر”، و”معهد بوتسدام لأبحاث تأثير المناخ”، و”جامعة ميونخ التقنية”. الذين يبحثون بشكل مشترك في نقاط التحول المتعلقة بتغير المناخ، بفحص غابات الأمازون لتحديد مدى الدمار الذي لحق بها.

استنادًا إلى ثلاثة عقود من بيانات الأقمار الصناعية، كشفت النتائج التي توصل إليها الفريق فيما يتعلق بصحة غابات الأمازون أنها فقدت حوالي خُمُس الغابات المطيرة، مقارنة بمستويات ما قبل النهضة الصناعية.

تظهر أكثر من 75% من الغابات علامات التراجع والانهيار. حيث باتت الأشجار منذ مطلع القرن الحادي والعشرين تستغرق وقتًا أطول للتعافي من عواقب الجفاف. غالبًا ما تكون حالات الجفاف هذه نتيجة تغير المناخ بالإضافة إلى التأثيرات البشرية مثل إزالة الغابات والحرائق.

قام الباحثون بفحص الغطاء النباتي باستخدام مجموعتين من بيانات الأقمار الصناعية: إحداهما تقيس العمق البصري للنباتات باستخدام الموجات الدقيقة والأخرى تستخدم الأشعة تحت الحمراء.

ووفقًا للباحثين، كان فقدان القدرة على الصمود أسرع في مناطق الغابات التي كان معدل هطول الأمطار فيها أقل. وكانت أقرب إلى المؤشرات الأكثر وضوحًا للنشاط البشري مثل المزارع الكبيرة والطرق الرئيسية، وقد تؤدي دورة الضرر هذه إلى “الوفاة”.

مقالة ذات صلة : بعد أول عملية زراعة قلب في العالم: وفاة الرجل الذي حصل على قلب “خنزير”!

عواقب مدمرة لموت الغابات المطيرة

من غير الواضح بعد متى ستصل غابات الأمازون إلى نقطة التحول هذه. لكن يبقى المؤكد أن عواقب تغير المناخ والتنوع البيولوجي والمجتمع المحلي ستكون “مدمرة”.

بمجرد أن تبدأ هذه العملية المدمرة. يتوقع الباحثون أن الأمر سيستغرق عقودًا فقط قبل أن يتم تحويل “جزء كبير” من غابات الأمازون إلى ما يشبه السافانا. وهو نظام بيئي مختلف تمامًا يتكون من مزيج من الأراضي العشبية والأشجار.

في بيان صحفي له. قال المؤلف المشارك نيكلاس بورز. من معهد بوتسدام لأبحاث تأثير المناخ والجامعة التقنية في ميونيخ: “وضع العديد من الباحثين نظرية مفادها أنه يمكن الوصول إلى نقطة تحول. لكن دراستنا تقدم دليلًا تجريبيًا حيويًا على أننا نقترب من تلك العتبة”.

تغيرت الغابات المطيرة بالفعل بشكل كبير نتيجة الجفاف والحرائق وتطهير الأراضي. حيث أطلقت غازات احتباس الحرارة أكثر مما تخزنه في النباتات والتربة. وجدت دراسة سابقة هي الأولى من نوعها. أن التحول الذي تمر به غابات الأمازون على الأرجح بات مساهمًا جديدًا في ارتفاع درجة حرارة الأرض. مما يشير إلى أن الغابات المطيرة تعمل على تسخين الغلاف الجوي للأرض بدلاً من تبريده كما كانت تفعل في السابق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى