ثقافة

مقبرة جماعية لطيور البطريق في القارة القطبية الجنوبية

يبدو أن التغييرات المناخية السابقة كانت خطيرة بشكل كبير، فهل تأخذ البشرية الإنذار على محمل الجد

مقبرة جماعية لطيور البطريق عثر عليها في شبه جزيرة في القطب الجنوبي على مقبرة جماعية للمئات من البطاريق التي ماتت متجمدة على مدى الألف عام الماضية، لتعطي إشارة حول النتائج المترتبة على المتغيرات المناخية في المستقبل.

نشرت مجلة البحوث الجيوفيزيائية: العلوم الجيولوجية، مقالها عن الحدث، حيث أكد الباحثون أن الوفاة الجماعية كانت على مرحلتين- الأولى قبل 750 عام والثانية قبل 200 عام- وذلك بسبب تساقط كثيف للثلوج أو هطول الأمطار على مدى عدة عقود مما ساهم في حدوث فيضانات أدت إلى تعرية وفقدان موطن التعشيش المناسب لطيور البطريق. ومقارنة بالواقع الحالي، يرجح الباحثون أن تلك المسببات قد تكون أكثر شيوعًا في المرحلة القادمة نظرًا للتغير الكبير في المناخ.

مقبرة الجماعية لطيور البطريق تشكلت بسبب الهواء الرطب 

تعيش بطاريق أديلي في القارة القطبية الجنوبية منذ 3900 عام. وقد استخلص الباحثون بعد دراسة للجثث التي عثروا عليها في مقبرة جماعية لطيور البطريق، ومعظمها تعود لفراخ الطيور، بالإضافة إلى الرواسب والبراز ومواد التعشيش، نتيجة مفادها حصول تحول في النمط الحلقي الجنوبي في المنطقة- وهو نمط رياح تهب في المحيط الجنوبي. فيما كان الهواء الرطب إلى شرق القارة القطبية الجنوبية مسؤولاً على الأرجح عن الوفيات الجماعية.

تسبب هذا الهواء الرطب في زيادة هطول الأمطار. افتقرت فراخ البطريق إلى الريش الكثيف اللازم للبقاء على قيد الحياة في نزلات البرد الشديدة، ومع زيادة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، مرضت الفراخ وماتت في النهاية. فيما وجد آباء البطاريق صعوبة في إيجاد الظروف الملائمة للتعشيش، وتسببت الفيضانات بغرق بيضها وتخريب أعشاشها.

بطاريق Adélie
المصدر: ويكيميديا

مقالة ذات صلة : يعتقد 40 بالمائة من الأطفال الأمريكيين أن النقانق خضروات

الحاضر والمستقبل لهذه الطيور

يعيش اليوم ما يقرب من ثلث بطاريق أديلي في منطقة الجزيرة الطويلة مع حوالي 45000 زوج. مما يشكل مستعمرات كبيرة على طول الساحل. لكن تغير المناخ يمكن على الأرجح أن يحدث تحولًا في النمط الحلقي الجنوبي. مما يزيد من التهديدات المحدقة بتجمعات البطاريق في المنطقة.

أشار الباحثون في المجلة إلى أن التغير المناخي الحاصل في القطب الجنوبي قد يتسبب بانخفاض شديد في درجات الحرارة. وحدوث فيضانات مماثلة لما حدث سابقًا هو أمر محتمل. ما يشكل تهديدًا بوفيات جماعية للبطاريق على غرار ما حدث منذ قرون.

في السنوات الأخيرة، وخلال فترات هطول الأمطار وتساقط الثلوج بشكل مستمر خلال عام 2013 ولاحقًا في عام 2017، حصلت وفيات جماعية للبطاريق المقيمة في المنطقة، حيث نجا اثنان فقط من حوالي 40 ألف فرخ بطريق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى