كانت العملية العسكرية الروسية سببًا في تأجيل تشريعات العملات المشفرة
يومًا بعد يوم، يتزايد دور العملات المشفرة في كل من حياتنا الاجتماعية والشؤون السياسية. بهذا الخصوص، تعرض البيت الأبيض طوال الفترة الماضية لضغوطات للقيام بدور أكثر فعالية. عبر وضع اللوائح الخاصة بالأصول الرقمية. ومما زاد هذه الضغوطات العقوبات التي فُرضت على روسيا بعد غزوها لأوكرانيا. فضلًا عن مخاوف من استخدام الشركات والأفراد الروس العملات المشفرة لتجاوز تلك العقوبات.
يفترض أن يوقع الرئيس جو بايدن هذا الأسبوع على أمر تنفيذي بشأن العملات المشفرة. يحدد أهداف الحكومة فيما يتعلق بالبيتكوين والعملات الأخرى. وفقًا لتقرير صادر عن “بلومبرغ”، يتوقع أن تُكلف الوكالات الفيدرالية بتقييم التهديدات التي تشكلها العملات المشفرة. وفي طليعتها البيتكوين على الولايات المتحدة.
كما يشير تقرير آخر صادر عن “بارون”، أن الإدارة الأمريكية تعتقد أن للعملات المشفرة “آثار اقتصادية على الأمن القومي”. لذا، يُتوقع أن تنضم وزارتا الخارجية والخزانة والمجلس الاقتصادي الوطني ومجلس المستشارين الاقتصاديين، إلى مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض في الجهود التنظيمية.
مقالة ذات صلة : كيف سيدعم إيلون ماسك الطاقة النووية؟
هل ستؤثر لوائح التشريع على أسعار السوق؟
ثمة هناك القليل من التنظيمات المالية في عالم البيتكوين، ما يدفع للتساؤل عما إذا كانت العملة المشفرة آمنة للمستثمرين الأفراد.
عادةً ما يعمل التنظيم المالي على حماية المستثمرين، وحظر أنشطة الاحتيال في النظام البيئي للعملات المشفرة، وتقديم إرشادات واضحة تساعد للشركات على العمل والتطوير في السوق، إلى جانب التعامل مع المشكلات البيئية المرتبطة بتعدين البيتكوين. ومع ذلك، يخشى البعض من أن إجراءات التنظيم قد تكون مفرطة في تقييد التداول والحد من مجال التطوير والابتكار في هذا السوق، الأمر الذي يؤكد على ضرورة توازن هذه الإجراءات بشكل مناسب.
أما عن تأثر أسعار السوق فالأمر يعود في الواقع إلى النهج الذي سيتبعه التنظيم. بعبارة أبسط، في حال دعم القانون مجال الابتكار والتطوير، فإن قيمة العملات الرقمية سترتفع. أما إذا أدى إلى الحد من مجال الابتكار وفرض المزيد من القيود المفرطة، فمن المحتمل جدًا أن تفقد البيتكوين وغيرها من العملات المشفرة قيمتها.
في العام الماضي، حذرت جانيت يلين، وزيرة الخزانة الأمريكية، من “انفجار خطر” في سوق العملات الرقمية، لا سيما إن أسيء استخدامها، لكنها أشارت أيضًا إلى أن التكنولوجيا المالية الجديدة قد تساعد البلاد في مكافحة الجريمة والظلم.
كما أنه ستتضح طبيعة النهج الذي ستتبناه الحكومة الأمريكية تجاه العملات وتأثير ذلك على أسعارها. فيما يبقى مؤكدًا، مقارنة بدول أخرى مثل الصين، أن الولايات المتحدة تأخرت في تحديد موقفها من هذا المجال الذي يتوسع يومًأ بعد يوم.
