فضاء

ثقب غامض على المريخ قد يحمي المستكشفين من الإشعاع الكوني

يعتقد العلماء أن مستعمري المريخ قد يجدون ملاذاً من الإشعاع الكوني داخل شبكات أنابيب الحمم البركانية.

تشير آخر الاكتشافات الفضائية إلى أن رواد الفضاء القادمين إلى المريخ سيتمكنون ذات يوم من الاحتماء من الإشعاع الكوني الضار. يكون ذلك داخل شبكات كهوف الحمم البركانية الضخمة الموجودة على سطح الكوكب الأحمر، والمشابهة لتلك الموجودة على القمر. حيث تشير الدراسات إلى أن هذه الكهوف، توفّر حماية طبيعية فعّالة ضد الإشعاعات وتقلّبات درجات الحرارة الشديدة، والعواصف الترابية. الأمر الذي يجعلها ملاذًا مثاليًا للمستوطنات البشرية المستقبلية.

كشف تقرير من موقع “Universe Today” أن الأقسام المنهارة من أنابيب الحمم البركانية، والتي تُسمى بالفتحات السماوية، يمكن أن تسمح لرواد الفضاء المستقبليين على المريخ بالدخول إلى هذه الأنابيب. كما شاركت ناسا مؤخرًا صورة التقطتها كاميرا التجربة العلمية للتصوير عالي الدقة (HiRISE) على مركبة استكشاف المريخ (MRO).

فجوة عملاقة على سطح المريخ

تَظهر في الصورة حفرةً صغيرة يبلغ قطرها بضعة أمتار فقط، تقع في منطقة “Arsia Mons” أرسيا مونس على المريخ. وعلى الرغم من أن هذه الحفرة قد تكون فتحة سماوية (ناتجة عن انهيار سقف أنبوب حمم بركاني)، إلا أن التأكيدات غير موجودة بعد. في حين تجدر الإشارة إلى أن أرسيا مونس هو أحد البراكين الثلاثة الخامدة في سلسلة جبال “Tharsis Montes” البركانية على المريخ. ومن المحتمل أن تكون هذه الحفرة قد تشكّلت نتيجة تدفقات الحمم البركانية القديمة.

مقال ذو صلة: مساكن المريخ المبنية بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد

يعتقد العلماء أن العديد من الحفر الموجودة في منطقة أرسيا مونس قد تكون إما فتحات سماوية منهارة (أقسام من أنابيب الحمم البركانية انهارت لتشكل فتحات). أو مداخل لشبكات أنابيب حمم بركانية واسعة. ومع ذلك، تظهر أحد الصور التي التقطها MRO (مستكشف المريخ الاستطلاعي) جدارًا جانبيًا مضاءً. مما يعني أنها قد تكون أيضًا مجرد حفرة أسطوانية الشكل.

يمكن أن تنشأ هذه النوعية من الحفر نتيجة انهيار يحدث على أعماق كبيرة جدا تحت سطح الأرض. وتُعرف هذه الحفر باسم “الحفر البالوعية” (Pit Craters)، كالتي تتواجد على كوكب الأرض أيضًا. على سبيل المثال تلك المتشكلّة في هاواي، والتي يمكن أن يصل عمقها إلى أكثر من مئة متر.

مقال ذو صلة: هل تستطيع البكتيريا الضارّة العيش على سطح المريخ؟

أنابيب الحمم البركانية على الأرض والقمر والمريخ

صورة توضيحية تظهر روبوتًا قمريًا يستكشف مدخل أنابيب الحمم البركانية تحت سطح القمر.

تعتمد معرفتنا بأنابيب الحمم البركانية على كواكب أخرى بشكل كبير على فهمنا لهذه الظاهرة على كوكب الأرض. ففي عام 2021، قام فريق من العلماء المتخصصين في المحاكاة الأرضية بمحاكاة استكشاف المريخ من خلال السير عبر كهوف الحمم البركانية في هاواي.

مقارنة بالمعلومات المتوفرة عن كهوف الحمم البركانية على المريخ، فإن معرفتنا بهذه التكوينات على سطح القمر لا شك أكبر بكثير. أما مؤخرًا، فقد اقترح فريق من الباحثين إنشاء “سفينة نوح قمرية” داخل كهوف الحمم البركانية الموجودة على القمر. فيما ستعمل هذه السفينة كـ “خطة تأمين عالمية حديثة”. حيث ستحافظ على الحمض النووي (DNA) لأكثر من 6.7 مليون نوع حي على الأرض، وذلك بمثابة ضمان لبقائها في حال حدوث كارثة كبرى.

على الرغم من توفر كمية أكبر بكثير من البيانات حول أنابيب الحمم البركانية على القمر مقارنة بالمريخ، إلا أن جاذبية المريخ أضعف بكثير من جاذبية الأرض. وبناءً على ذلك، يُعتقد نظريًا أنه من الممكن أن تكون أنابيب الحمم البركانية الضخمة قد تشكلت مباشرة تحت سطح الكوكب الأحمر بسبب جاذبيته الأضعف.

بينما أظهرت صور سابقة وجود أخاديد غامضة، وهي عبارة عن أنابيب حمم بركانية انهارت بفعل الزمن. وهذا يزيد من احتمالية وجود أنابيب أخرى سليمة تمامًا تحت سطح المريخ! من المرجّح أن ترسل بعثات الفضاء المستقبلية روبوتات للبحث عن هذه الكهوف الشاسعة واستكشافها، والتي قد تكون ملاذًا آمنًا لأول رواد فضاء يهبطون على المريخ!

إن رصد شبكات أنابيب الحمم البركانية على المريخ بمثابة اكتشاف هام يمهّد الطريق لإمكانية استيطان البشر على هذا الكوكب. إضافة لتقديم هذه الشبكات حلاً فعّالًا لمشكلة الإشعاع الكوني، أحد أكبر التحديات التي تواجه استكشاف الفضاء البشري. ومع التطورات التقنية المستقبلية، قد تصبح هذه الأنابيب موطنًا لمستوطنات بشرية مزدهرة على المريخ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى