علوم

يدور كوكب الأرض بشكل أسرع من السابق

ذوبان الأقطاب يدفع باتجاه سيناريو "الثانية الكبيسة السلبية".

تحدد ساعات ودقائق أيامنا سرعة دوران الأرض. ولكن هذا الدوران ليس ثابتًا. إذ يمكن أن تغيّر سرعة دوران الأرض بشكل طفيف للغاية، اعتمادًا على ما يحدث على سطحها وفي نواتها المنصهرة.

كشف تقرير جديد لوكالة أسوشيتد برس عن اقتراح “علماء ضبط الوقت” إجراء تعديل استثنائي على أنظمة ضبط الوقت العالمية. في حين تهدف هذه الخطوة إلى الحساب لتأثيرات تغير المناخ على دوران الأرض، والتي أدت إلى إبطاء سرعة دوران الكوكب بشكل طفيف.

التعديل المقترح يتضمن طرح ثانية كبيسة من الساعات الذرية، والتي لا تزال المعيار الذهبي لضبط الوقت حيث تساعد في تكوين فهم دقيق للغاية للوقت على مستوى العالم. فيما ستكون هذه هي المرة الأولى في التاريخ التي يتم فيها إزالة ثانية من ساعاتنا بدلاً من إضافتها. إذا تم المضي قدما في الخطة

منذ السبعينيات، اعتمدنا إضافة ثانية كبيسة بشكل دوري لتعويض الفرق البسيط بين الزمن الفلكي (المستند على حركة النجوم) والزمن الذري الأكثر دقة (المقاس بالساعات الذرية) والذي يتقدم بحوالي 2.5 ميلي ثانية. بينما تمت إضافة 27 ثانية بشكل إجمالي إلى الساعات العالمية بين عامي 1972 و 2016. وذلك بهدف الحفاظ على التزامن مع حركة الأرض البطيئة. لكن على نحوٍ مثيرٍ للاهتمام، فإن معدل تباطؤ دوران الأرض يستمر في التباطؤ. حيث تشير التوقعات الآن إلى احتمالية الحاجة لتصحيح سلبي للثانية الكبيسة – أي إزالة ثانية – بحلول عام 2026 بسبب إعادة توزيع كتلة الأرض عند القطبين.

مقال ذو صلة: هل يسير الزمن في اتجاهين متعاكسين بالنسبة للمواد؟

الأسباب وراء تغيّر سرعة دوران الأرض

على الرغم من أن تغير دوران الأرض بطيء جدا ولا نشعر به، إلا أنه يؤثر بشكل ملحوظ على الأنظمة التي تحتاج لتوقيت دقيق للغاية. مثل أقمار GPS والمعاملات المالية – خاصة تلك التي تستخدم الوقت الفلكي بدلاً من الذري.

يقدم التقرير الذي تمت كتابته بواسطة سيث بورنستين، نظرة مثيرة للاهتمام على العلاقة الحساسة أحيانًا بين الزمن الذري وقدرتنا على قياس مرور الوقت بطرق أخرى. وذلك بغض النظر عن الآثار الفعلية لكل من الثانية الزائدة والمخاوف المتزايدة بشأن الاحتباس الحراري.

مقال ذو صلة: هل نحن على موعد مع عاصفة شمسية تقطع أوصال العالم؟

ذوبان القطب المتجمد

كيف يكون ذوبان الجليد سببا في تغير سرعة دوران الأرض؟

قال Duncan Agnew أستاذ علم الجيوفيزياء بجامعة كاليفورنيا سان دييجو ومعد الدراسة، إن تأثيرات ذوبان الجليد القطبي، الناجم عن حرق البشر للوقود الأحفوري الذي يساهم في ارتفاع حرارة الكوكب، قد أصبحت مؤخراً عاملاً مهماً. فمع ذوبان الجليد القطبي وتحوله إلى مياه، تنتقل المياه الذائبة من القطبين باتجاه خط الاستواء. وبالتالي يؤدي هذا الانتقال إلى إعادة توزيع كتلة الأرض، مما يُساهم في إبطاء سرعة دوران الأرض بشكل إضافي.

وأضاف أغنيو: “كان ذوبان الجليد القطبي كبيرًا بما يكفي للتأثير بشكل ملحوظ على دوران الأرض بأكملها بطريقة غير مسبوقة”. “بالنسبة لي ، فإن حقيقة أن البشر تسببوا في تغيير دوران الأرض أمر صادم إلى حد ما.” ” لكن المثير للاهتمام أن تحديد الوقت العالمي لا يقتصر على عملية ذوبان الجليد وحدها. بل تلعب العمليات الجارية في نواة الأرض دورًا هامًا كذلك الأمر.”

يدور اللب السائل للأرض بشكل مستقل عن القشرة الخارجية الصلبة. ويقول أغنيو إنه إذا تباطأ دوران اللب، فإن القشرة الصلبة تسرع من دورانها للحفاظ على الزخم، ويعتقد العلماء أن هذا هو ما يحدث حاليًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى