علوم

هل نحن على موعد مع عاصفة شمسية تقطع أوصال العالم؟

الشفق القطبي ناتج عن عواصف شمسية "جيومغناطيسية" يمكن أن تعطل الاتصالات

يسافر الناس من جميع أنحاء العالم لمشاهدة الشفق القطبي، والمعروف أيضًا باسم الشفق الشمالي أو أورورا بورياليس. ولكن كيف تحدث هذه الظاهرة؟

يظهر الشفق ليلًا عندما تصطدم جزيئات مشحونة من الشمس، وخاصة الإلكترونات والبروتونات، بالغلاف الجوي للأرض. يؤدي هذا إلى انبعاث الغازات الموجودة في الغلاف الجوي للضوء، والذي يتم رصده بشكل رئيسي بالقرب من المناطق القطبية للأرض.

في أوائل تشرين الثاني من هذا العام، رأى الناس الشفق القطبي في أماكن لا يظهر فيها عادةً، مثل إيطاليا وتكساس. حدث هذا بسبب ما يسمى بـ “القذف الكتلي التاجي الشمسي” (CME)، والذي يؤثر على الغلاف المغناطيسي للأرض والغلاف الجوي.

أكبر العواصف المغناطيسية في التاريخ

على الرغم من أن عاصفة “كارينغتون” عام 1859 كانت قوية للغاية، إلا أن حدثًا مماثلًا حصل ولكن بشكل أكثر دراماتيكية في شباط 1872. خلال تلك العاصفة الشمسية، والتي تُعرف أيضًا باسم عاصفة تشابمان سيلفرمان، شوهد الشفق القطبي في جميع أنحاء العالم. حتى في المناطق الاستوائية مثل بومباي والخرطوم.

أثار هذا الأمر تساؤلات عديدة لدى مجموعة من العلماء حول ما إذا كانت هذه العواصف الشمسية الكبيرة أو ظواهر الشفق القطبي تحدث بشكل أكثر تكرارًا مما كان يُعتقد سابقًا. وقد وجدوا بالفعل أن الأمر كذلك.

لاحظ العلماء أن عاصفة عام 1872 الشمسية تسببت في تعطيل الاتصالات التلغرافية بشكل شبه كامل في ذلك الوقت. أما في عالم اليوم، ومع اعتمادنا الشديد على التكنولوجيا، يمكن أن تتسبب عاصفة مماثلة في مشاكل كبيرة في شبكات الكهرباء والاتصالات.

أوضح هيروشي هاياكاوا، المشرف على الدراسة أنه “كلما طالت فترة انقطاع التيار الكهربائي، كل ما زادت الحياة اليومية تعقيدًا. خاصة أولئك الذين يعيشون في المناطق الحضرية. وأسوأ سيناريو هو أن تؤدّي هذه العواصف إلى تدمير شبكة الكهرباء، وأنظمة الاتصالات، والطائرات، والأقمار الصناعية”.

“هل يمكننا الاستمرار في الحياة بدون مثل هذه البنية التحتية؟” أجاب هاياكاوا. “حسنًا، لنكن صادقين، الأمر سيكون صعبًا للغاية.”

مقال ذا صلة: قد تسبب العواصف الشمسية ما يصل إلى 5500 حالات وفاة مرتبطة بالقلب

هل نحن على موعد قريب مع عاصفة شمسية؟

 رياح شمسية متجهة نحو الأرض (القذف الكتلي التاجي) 
  المصدر : ويكيبيديا
رياح شمسية متجهة نحو الأرض (القذف الكتلي التاجي) المصدر : ويكيبيديا

لمعرفة المزيد عن كيفية تأثير عاصفة تشابمان-سيلفرمان على الأرض، قام العلماء بالبحث في السجلات القديمة في المكتبات والمحطات الفلكية حول العالم. وعندها وجدوا أكثر من 700 سجل ظهرت السماء فيه مضاءة بشفق قطبي رائع. ولم يكن هذا فقط في المناطق القطبية ولكن أيضًا بالقرب من خط الاستواء، وصولاً إلى حوالي 20 درجة في كل من نصفي الكرة الشمالي والجنوبي.

وتابع هاياكاوا: “تشير نتائجنا إلى أن عاصفة تشابمان-سيلفرمان في شباط 1872 كانت من أشد العواصف المغناطيسية الأرضية في التاريخ الحديث. فحجمها يضاهي عاصفة كارينغتون في أيلول 1859 وعاصفة سكة حديد نيويورك في أيار 1921.”

“وهذا يعني أننا نعلم الآن أن العالم شهد ما لا يقل عن ثلاث عواصف مغناطيسية أرضية ضخمة خلال القرنين الماضيين.” “وأضاف هاياكاوا: “إن الأحداث الفضائية التي يمكن أن تسبب مثل هذا التأثير الكبير تمثّل خطرًا لا يمكن تجاهله.”

“أكّد هاياكاوا على ندرة العواصف الشمسية القوية للغاية، ولحسن الحظ فهي نادرة ولم نشهد واحدة في الآونة الأخيرة. وأشار الى أنه على الرغم من ندرة هذه العواصف الشمسية الشديدة، إلا أنها تحدث بالفعل، مما يشكّل تهديدًا محتملاً للعالم الحديث”.

تؤكد الدراسة على أهمية تسجيل كل من مصدر هذه الأحداث الشمسية وآثارها على الأرض، ولا سيّما المخاطر التي تواجهها شبكات الطاقة الكهربائية.


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى