علوم

كيف تمكّنت الطيور من التحليق؟

كشف باحثون من كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز عن يربط بين تطوّر مخيخ الطيور وقدرتها على التحليق. وذلك وفقًا لدراسة حديثة نُشرت في مجلة Royal Society B.

جمع الباحثون بين فحوصات PET للحمام ودراسة متعمقة للسجل الأحفوري، ليكتشفوا أن النمو الكبير في المخيخ – منطقة الدماغ المسؤولة عن الحركة والتحكم الحركي – هو مفتاح تطور قدرة الطيور على الطيران.

الطيران ليس بالأمر الهين في عالم الفقاريات، وكما أشارت الدكتورة إيمي بالانوف، المؤلفة الرئيسية للدراسة، فإن ثلاث مجموعات فقط تمكنت من اكتشاف ذلك. ألا وهي الزواحف المجنحة من الحقبة الوسطى، والخفافيش، والطيور بالطبع.

مقال ذو صلة: ليست النيازك وحدها سبب انقراض الديناصورات

السؤال الكبير الذي لطالما حيرنا هو، ما هو الرابط المشترك الذي مكّن هذه المجموعات من الطيران؟

تصوّر رقمي يكشف عن تركيبة دماغ نقار الخشب \ Amy Balanoff

حل العلماء هذا اللغز من خلال الجمع بين التقنيات الحديثة والسفر عبر الزمن. حيث أجروا فحوصات التصوير بالانبعاثات البوزيترونية (PET) على الحمام قبل وبعد الطيران. وبالتالي استطاعوا رسم خريطة لنشاط الدماغ المرتبط.

جاء الكشف المفاجئ عندما لاحظ الباحثون زيادة ثابتة في نشاط المخيخ أثناء الطيران. لم يكن هذا الاكتشاف غير متوقع فحسب، بل بالإضافة لذلك، أشار إلى وجود صلة وصل حيوية بين أدمغة الطيور الحديثة وأسلافها القديمة.

وعلى الرغم من الشكوك السابقة حول دور المخيخ في الطيران، إلا أنه لم يتوفر دليل قاطع حتى الآن. ولكن كشف نهج مبتكر للباحثين، يجمع بين فحوصات الطيور الحية وتحليل أحفورات الديناصورات، عن تطور ملحوظ في حجم المخيخ لدى ديناصورات المانيرابتورا المبكرة. والتي تعتبر الأسلاف التطورية لأقارب الطيور القدامى القادرين على الطيران الفعلي.

ديناصورات المانيراتبتورا – maniraptoran dinosaurs \ ويكيبيديا

مقال ذو صلة: سرطان البحر الهائل يهاجم ويلتهم الطيور

الصلة بين تطوّر مخيخ الطيور والطيران

لم تكتفِ الدراسة بذلك، بل كشفت كذلك عن تغيرات في الطيات النسيجية داخل المخيخ. ما يشير إلى تزايد تعقيد الدماغ لدى هذه الطيور المحلّقة الأولى. وهذا الاكتشاف يرسّخ بدوره وجود رابط مباشر بين تطور المخيخ وتطور أدمغة تمكّن هذه الكائنات من التحليق.

رغم كون هذا البحث نتائج أولية، إلا أنه يمهد الطريق لمزيد من الاستكشاف حول المناطق المحددة داخل المخيخ التي تمكن الدماغ من التحليق، والاتصالات العصبية التي تجعل كل ذلك ممكنا.

تضافرت جهود خبراء في التشريح الوظيفي والتطور والهندسة الطبية الحيوية لإنجاز هذه الدراسة. وفي النهاية لاشكّ أن الباحثين يسعون للتعمق أكثر في دراسة المخيخ لتحديد المناطق المحددة المسؤولة عن الطيران. وكذلك كشف النقاب عن الترابطات العصبية المعقدة التي تسهّل هذه القدرة الاستثنائية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى