علوم

هل تستطيع البكتيريا الضارّة العيش على سطح المريخ؟

كشفت دراسة جديدة عن تهديد صحي كبير للمستكشفين البشريين في المستقبل، حيث أظهرت إمكانية بقاء البكتيريا الضارة على سطح المريخ.

بالرغم من عدم وجود دليل قاطع على وجود الميكروبات على المريخ حتى الآن، إلا أن هناك احتمالاً لقدرة الميكروبات التي تحملها أجسام البشر على تحمّل بيئة على الكوكب الأحمر.

تم استخلاص هذه الاستنتاجات بعد عدة تجارب شملت تعريض بكتيريا أرضية لظروف محاكاة لبيئة المريخ لتقييم قدرتها على البقاء.

محاكاة سلوك الميكروبات في بيئة مشابهة لكوكب المريخ

في البداية قيم فريق من الباحثين بمركز الفضاء الألماني قدرة تحمّل أربعة أنواع من البكتيريا لظروف محاكاة للمريخ، وهي:

مقال ذو صلة: ما هي بكتيريا الزومبي المنتجة للكهرباء؟

بكتيريا Deinococcus radiodurans، المعروفة أيضاً باسم “كونان البكتيريا”، تتكيف بشكلٍ جيد مع البيئة القاسية للمريخ.
Source:  Northwestern University

حيث راقب العلماء في هذه الدراسة ردة فعل وتأقلم هذه البكتيريا مع صعوبات البيئة الجديدة. التي تشمل التعرض للبيركلورات، والأشعة فوق البنفسجية، إضافة إلى تركيب الضغط الجوي للمريخ.

نتائج الدراسات

أظهرت النتائج في ما بعد تغييرات ملحوظة في نمو وبقاء هذه الأنواع البكتيرية تحت ظروف محاكِية لبيئة المريخ.

فقد لاحظ الباحثون أن نمو البكتيريا ازداد عند إضافة تربة مماثلة لتربة المريخ (الريغوليث) إلى بيئة نموها. وبالتالي، يظهِر هذا الاكتشاف أن تفاعلات الميكروبات مع ظروف الفضاء أكثر تعقيدًا مما كان يُعتقد سابقًا.

مقال ذو صلة: مساكن المريخ المبنية بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد

الريغوليث (تربة المريخ)

قال طالب الدكتوراه توماسو زاكاريا لمجلة ساينس نيوز: “اعتقدنا في البداية أن الريغوليث سيكون له تأثير سام على الخلايا وبالتالي سيحد من نموها. لكن ما رأيناه كان معاكسا تماما.”

بينما يعتقد العلماء أن السبب وراء نمو البكتيريا هو جزيئات التربة التي تحميها من الأشعة فوق البنفسجية وغيرها من المخاطر التي تهدد بقاءها.

على سبيل المثال، أظهرت سلالة بكتيريا Serratia marcescens، المعروفة بارتباطها بالتهابات المستشفيات، مقاومة ملحوظة في عملية محاكاة ظروف المريخ، بل ازدهرت في هذه البيئة. ترتبط هذه البكتيريا عادةً بعدوى المسالك البولية وتتسبب بالجروح المُتعفنة.

أكدت الدراسة أيضاً على الحاجة لمزيد من البحث حول التغييرات المحتملة في قدرة هذه البكتيريا على العدوى وإلحاق الأمراض وشدتها عند تعرضها لبيئة المريخ.

وفي النهاية، تعتبر هذه النتائج مهمة في تحديد وتقليل المخاطر المحتملة على البشر والأنظمة البيئية على الكواكب الأخرى خلال بعثات استكشاف الفضاء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى