إبداع

تعرّف على أنوع الذكاء الإصطناعي الثلاثة

تطور الذكاء الاصطناعي بسرعة كبيرة. قد يكون الذكاء الاصطناعي الفائق موجودًا قبل أن يتوقعه الكثيرون

وفقًا لاستطلاع Gartner الذي شمل أكثر من 3000 مسؤول تكنولوجيا معلومات في العالم، فإن الذكاء الإصطناعي (AI) بمثابة ثورة في عالم التكنولوجيا . ومن شأنه احداث تغييرات جذرية في العالم. حيث احتل المرتبة الأولى من حيث الترتيب، متجاوزًا البيانات والتحليلات، التي تحتل الآن المرتبة الثانية.

في السنوات القادمة، من المقرر أن يصبح الذكاء الاصطناعي (AI) حاضرا ضمن كل شيء يتفاعل معه البشر تقريبًا.

أما الروبوتات فهي كائنات قابلة للبرمجة ومصممة لتنفيذ سلسلة من المهام. فعندما يدمج المبرمجون ذكاءً يشبه الذكاء البشري في هذه الأنظمة، بإمكاننا قول إنهم يصنعون روبوتات بـ “ذكاء اصطناعي مضمن”.

وبمجرد أن نتمكن من دمج الذكاء الإصطناعي في الأنظمة، سيصبح بإمكانها أداء مهام كانت تُعتبر في السابق حصرية للبشر، مثل المناظرة.

في هذا الصدد حققت شركة IBM إنجازًا كبيرًا في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال تطوير Project Debater. وهو نظام ذكاء اصطناعي قادر على المشاركة في المناظرات مع البشر حول مواضيع معقدة. يستخدم Debater مجموعة متنوعة من التقنيات، بما في ذلك معالجة اللغة الطبيعية والتعلم الآلي، لبناء حجج وتقديمها بطريقة مقنعة.

ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن الذكاء الإصطناعي لا يزال في مراحله الأولى. وبلا شك سيكون مظهر الذكاء في المستقبل مختلفًا تمامًا عما هو عليه اليوم.

لكي نكون جاهزين للمستقبل، يجب أن نتعلم المزيد عن الذكاء الاصطناعي. كما يجب أن نكون مستعدين للتحديات والتغييرات التي سيجلبها الذكاء الاصطناعي للمجتمع والبشرية ككل.

مقال ذو صلة: ما هو الذكاء الاصطناعي؟

اذا ما هو الذكاء الاصطناعي فعلًا؟

روبوت\ويكبيديا

بحسب ” Alan Turing” فإن الذكاء الاصطناعي هو علم وهندسة صناعة آلات ذكية، وخاصة برامج الكمبيوتر الذكية.

ولكي نتمكن من المشاركة في المناقشات الحالية حول أنواع الذكاء الاصطناعي الثلاثة وفهم التغييرات التي سيجلبها لمستقبل البشرية، من الضروري أن نكون على دراية بأساسياته.

تختلف أنواع الذكاء الإصطناعي اعتمادًا على مستوى الذكاء المضمن في الروبوت والمهام التي تقوم بها. يمكننا تصنيف الذكاء الاصطناعي بوضوح إلى ثلاثة أنواع:

مقال ذو صلة: الذكاء الاصطناعي لتحسين نماذج الطقس والتخطيط العسكري

الذكاء الاصطناعي المحدود  (ANI) 

الذكاء الاصطناعي ضيق النطاق (ANI)، والمعروف أيضًا باسم الذكاء الاصطناعي المحدود أو الضعيف، هو نوع من الذكاء الاصطناعي يركز على مهمة محددة واحدة. ويتميز بامتلاكه نطاق ضيق من القدرات. على سبيل المثال، يمكن أن تكون أنظمة التعرف على الوجه أو ترجمة اللغات أو برامج الدردشة كلها أمثلة على الذكاء الاصطناعي الضيق.

الى جانب ذلك، تعتبر معالجة اللغة الطبيعية (NLP) مجال من الذكاء الاصطناعي الذي يركز على فهم ومعالجة اللغة البشرية. يمكن استخدامها لإنشاء تفاعلات أكثر طبيعية وشخصية بين البشر والأجهزة.

تُستخدم أنظمة الذكاء الاصطناعي اليوم في الطب لتشخيص السرطان والأمراض الأخرى بدقة عالية للغاية من خلال محاكاة الإدراك والتفكير الشبيهين بالإنسان.

مقال ذو صلة: روبوت دافنشي يجري عملية جراحية لورم سرطاني

الذكاء الاصطناعي العام (AGI) 

عندما نتحدث عن الذكاء الاصطناعي العام (AGI)، فإننا نشير إلى نوع من الذكاء الاصطناعي الذي يتمتع بقدرات مماثلة للبشر.

ومع ذلك، لا يزال الذكاء الاصطناعي العام مجالًا ناشئًا. نظرًا لأن الدماغ البشري هو النموذج لخلق الذكاء العام. على ما يبدو من غير المرجح أن يحدث ذلك في وقت قريب نسبيًا لكون معرفتنا بوظائف الدماغ البشري لا زالت محدودة. الى جانب التحديات المتعلقة بالحوسبة اذ لا يوجد أجهزة كمبيوتر قوية كفاية. علاوة على ذلك، تدريب نماذج الذكاء الإصطناعي يتطلب كمية هائلة من البيانات التي لا نمتلكها.

على الرغم من أن البشر ابتكروا تقنيات قوية في الماضي، إلا أن محاولة إنشاء خوارزميات تحاكي وظائف الدماغ البشري قد تكون مختلفة تمامًا. وإذا حدث ذلك، سيتعين على البشر أن يكونوا مستعدين للعواقب التي قد تترتب على ذلك.

مقال ذو صلة: روبوت يمكنه حفر الأنفاق أسرع 100 مرة وأرخص بنسبة 98٪

الذكاء الإصطناعي الفائق (ASI)

روبوت في مباراة شطرنج\istock

أمّا النوع الأخير من أنواع الذكاء الإصطناعي فهو العام (AGI) الذي لا يزال بعيد المنال. على الأقل وفقًا للاعتقاد السائد حاليا. ولكي يتحقق الذكاء الاصطناعي الفائق (ASI) يجب أن يكون قادرًا على أداء أي مهمة فكرية يمكن للإنسان القيام بها، أو حتى أفضل من ذلك.

هذا النوع من الذكاء الاصطناعي سيتمتع بقدرة استثنائية في مجالات مثل الفن والاتخاذ القرار والعلاقات العاطفية. تعتبر هذه المجالات اليوم من الأشياء التي تميز الآلة عن الإنسان. بعبارة أخرى، إنها أشياء يُعتقد أنها بشرية بحتة.

على الرغم من أن البشر قادرون على الشعور بالعواطف وفهمها، إلا أنهم غالبًا ما يكافحون لإنشاء علاقات عاطفية صحية أو اتخاذ قرارات مستنيرة. فهل من الممكن أن يتفوق الذكاء الإصطناعي الفائق على البشر في المجالات التي فشلوا فيها؟

مقال ذو صلة: أحدث الابتكارات التكنولوجية

أخلاق الروبوت: تطبيق المبادئ الأخلاقية الإنسانية على الروبوتات

في الوقت نفسه الذي نتعمق فيه في المحادثة واكتساب المزيد من المعرفة، نحتاج إلى بدء المناقشة حول أخلاقيات الروبوت. بمعنى كيف سيتعامل البشر مع الذكاء الاصطناعي في المستقبل؟ متى ومن سيمنح البشر الذكاء الاصطناعي حقوقًا؟

في عام 2001، عرض ستيفن سبيلبرغ بالتعاون مع استوديوهات كوبريك في دور السينما فيلمًا يناقش جوهر الوجود الإنساني من خلال شخصية روبوتية بشرية الشكل تدعى ديفيد. و ديفيد هو طفل ميكانيكي يمكن برمجته ليشعر بالحب والتعلم من محيطه. يمكّنه ذلك لاحقا من تطوير مشاعر بشرية أخرى مثل الخوف والحزن.

منح البشر ديفيد القدرة على الشعور بالعواطف، لكنهم فشلوا في تحمل المسؤولية عن الحياة التي خلقوها وتبعاتها. فعندما تخلت أمه عنه في الغابة، تولّدت لديه مشاعر من الألم والضياع.

وفي الوقت نفسه، في العالم الواقعي، منحت الحكومة السعودية الجنسية لأول روبوت، وهو صوفيا من شركة هانسون روبوتكس.

بينما ورغم أن صوفيا لا زالت نموذجًا أوليًا إلا أنّها أحد أكثر الروبوتات تقدمًا اليوم. وهي مرشحة لتصبح ذكاءً اصطناعيًا عامًا في المستقبل. في الفيديو أدناه، تجري صوفيا محادثة مع أحد مطوريها.

ثير الروبوتات المدمجة بالذكاء الاصطناعي وتطبيقاتها المستقبلية تحديات أخلاقية يجب مواجهتها في أقرب وقت ممكن، ذلك ما أكّده العديد من الباحثين والمفكرين في مجال الذكاء الاصطناعي.

كما يجب أن نبدأ الآن في مناقشة ما بعد الإنسانية والذكاء الاصطناعي العام أو التفرّد، المتوقع ظهوره بحلول عام 2060، وذلك لضمان استعدادنا للمستقبل.

هنا قد يتبادر إلى ذهنك، ما هو نوع العالم الذي سنعيش فيه عندما تصبح القدرات الإدراكية للكمبيوتر أعلى من قدرات البشر؟ أطفال الجيل ألفا هم أول من سيختبر العيش مع الذكاء الاصطناعي الفائق، مما سيفتح فصلًا جديدًا في تاريخ البشرية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى