ثقافة

إدمان العمل يضرّ بالمزاج وقد يؤدي إلى الموت

"يمكن أن يشير المزاج السلبي الذي يعاني منه مدمنو العمل إلى ارتفاع مستويات التوتر لديهم، مما قد يؤدي إلى زيادة خطر إصابتهم بالإرهاق النفسي وأمراض القلب والأوعية الدموية."

“إدمان العمل هو سلوك يدفع الفرد إلى العمل بجدٍ وإخلاصٍ زائدين، غالبًا على حساب جوانب أخرى من حياته المهمة، مثل صحته وعلاقاته الاجتماعية والأنشطة الترفيهية.” “على الرغم من أن امتلاك أخلاقيات عمل قوية والتفاني في المهنة من الصفات الإيجابية، إلا أن إدمان العمل يتميز باهتمام مفرط وقهري يتجاوز ما هو متوقع أو حتى ضروري.”

احتمالية الموت

وجدت دراسة جديدة أن إدمان العمل لا يمنح شعورا بالرضى لدى مصابيه. حيث أفاد المدمنون على العمل بأنهم يشعرون بالتوعك حتى أثناء أداء مهامهم وقد يموتون بسبب هذه الحالة.

وبحسب ما قال “Cristian Balducci” الأستاذ في قسم دراسات “جودة الحياة” بجامعة بولونيا الذي أشرف على البحث “الحالة المزاجية السلبية التي يعاني منها مدمنو العمل قد تعكس مستويات التوتر اليومية المرتفعة. والتي قد تؤدي إلى زيادة خطر إصابتهم بالإرهاق ومشاكل القلب والأوعية الدموية.” “وأكد كريستيان أنه “بالإضافة إلى ذلك، ونظرًا لأن مدمني العمل يشغلون غالبًا مناصب ذات مسؤولية، فإن حالتهم المزاجية السلبية يمكن أن تؤثّر بسهولة على زملائهم وزميلاتهم في بيئتهم الوظيفية”.

مقال ذا صلة: ما العلاقة بين الاكتئاب ودرجة حرارة الجسم؟

مزاج متقلّب، بغضّ النظر عن ضغط العمل

إدمان العمل
إدمان العمل – صورة تعبيرية

“وفقًا للإحصاءات التي تم جمعها، أفاد الموظفون الأكثر إدمانًا على العمل بأنهم في حالة مزاجية أسوأ من زملائهم.” وخلافًا للافتراضات الأولية، أظهر البحث أن المدمنين على مهمنهم لا يجدون مزيدًا من المتعة في عملهم مهما عن حجم العمل الذي يقومون به.

وكما أوضح “Luca Menghini” لوكا مينجيني، الباحث في جامعة ترنتو ومؤلف الدراسة الأول، “يمكن أن ينبع ذلك من عدم قدرة المدمنين من الاعتدال في استثمار العمل. وهذا يؤدي هذا إلى تراجع كبير في قدرتهم على أخذ قسط من الراحة واستعادة طاقتهم، وزيادة حدة المشاعر السلبية”.

توصيات الباحثين لمعالجة إدمان العمل

يوصي الباحثون الشركات بإرسال إشارات واضحة للموظفين حول هذا الموضوع. الى جانب الابتعاد عن الثقافة السائدة التي تجعل العمل خارج ساعات الدوام الرسمي وفي عطلات نهاية الأسبوع أمرًا عاديًا.

كما يعتقد الباحثون أنه من المهم جدًا إنشاء بيئة تشجع على التوازن بين العمل والحياة الشخصية، وذلك من خلال:

  • وضع سياسات واضحة تفصل بين العمل والحياة الشخصية.
  • توفير برامج تدريبية للموظفين حول كيفية إدارة وقتهم بشكل صحي، وتحديد أولويات المهام، وتفويضها بشكل فعّال.
  • تقديم الدعم النفسي والمشورة للموظفين الذين يعانون من صعوبة في التوازن بين العمل والحياة الشخصية”

أخيرًا حذّر العلماء من التقليل من شأن تبعات إدمان العمل على الصحة. حيث يمكن أن تتفاقم المشاكل الصحية لتسبب أمراض القلب وقد تصل الى حد الموت من فرط الإرهاق والتوتر.


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى