أصبحت الهواتف المحمولة جزءًا أساسيًا من حياتنا، ولا يمكننا الآن تصور العيش بدونها. فهي تحتوي على نسخة أخرى من حياتنا بداخلها.
نستخدمها للتواصل، لالتقاط الصور، ودفع الفواتير، وشراء الملابس، وغير ذلك الكثير. هي عالم خيالي من الرموز التعبيرية، إعجابات لا تنتهي، مشاركات، تعليقات، وإشعارات. إنه أول شيء نتفقده صباحا، أليس كذلك؟ قد يبدو لنا أن كل هذه الأشياء كانت موجودة دائمًا عبر التاريخ، ولكنها حديثة نسبيًا في الواقع.
اذ قبل أن تصبح هواتفنا الذكية أصدقاءنا المقربين، كان لها تاريخ طويل.
مقال ذو صلة: سيصبح القرص الصلب قريبًا جزءًا من الماضي
بدايات ابتكار الهواتف
بدأ كل شيء في عام 1908 عندما أعلن البروفيسور ألبرت جانكه وشركة أوكلاند ترانسكونتيننتال الجوية للهاتف والطاقة عن اخراعهم هاتفًا لاسلكيًا.
بعد عشر سنوات، في عام 1918، تم اختبار هاتف لاسلكي على متن القطارات العسكرية بين برلين و Zossen من قبل نظام السكك الحديدية الألماني. كانت هذه خطوة مهمة في تاريخ الاتصالات اللاسلكية. وكان من دواعي سرور النظام الألماني للسكك الحديدية أن يكون رائدًا في هذه التكنولوجيا الجديدة.
بعدها وفي عام 1926، تم توفير خدمة الهاتف بين هامبورغ وبرلين على القطارات التابعة لشركة Deutsche Reichsbahn وخدمة البريد الألماني لمسافري الدرجة الأولى.
أمّا في الولايات المتحدة، فقد عمل مهندسو مختبرات Bell Labs على نظام يسمح للمستخدمين بإجراء واستقبال المكالمات الهاتفية من السيارات. هذا بدوره أدى إلى تدشين خدمة الهاتف المحمول في 17 يونيو 1946.
في عام 1973، أجرى مارتن كوبر، كبير المهندسين في موتورولا، أول مكالمة هاتفية عامة من هاتف محمول، وذلك قبل عشر سنوات من طرح الهاتف الخلوي في السوق.
Motorola MicroTAC 9800X (1989)
كان أول هاتف محمول محمول من موتورولا باهظ الثمن، حيث بلغ سعره 3995 دولارًا، كما كان محدودًا من حيث ميزاته. حيث كان يوفر 30 دقيقة للتحدث فقط، واستغرق شحنه 10 ساعات، وكان بإمكانه تخزين 30 رقمًا فقط. كان حجمه ووزنه حوالي كيلوغرام. أي لايشبه هواتفنا الحالية بأي شيء.
2. Motorola MicroTAC 9800X (1989)
كان هاتف Motorola MicroTAC أصغر هاتف محمول في السوق آنذاك، حيث بلغ وزنه 300 جرام فقط، وكان يمكن وضعه في الجيب. كان يتميز بتصميم “الغطاء” الجديد، والذي أصبح لاحقًا تصميمًا شائعًا للهواتف المحمولة.
Nokia 1011 (1992) “نوكيا”
في عام 1992، أطلقت شركة نوكيا أول هاتف محمول GSM تجاري يحمل اسم 1011. مما مهّد الطريق أمام انتشار الهواتف المحمولة بين عامة الناس. كان “1011” أول هاتف محمول يستخدم شبكة GSM العالمية. الأمر الذي جعله قابلاً للاستخدام في أي مكان في العالم. بالإضافة إلى ذلك، كان وزن الهاتف أقل من 500 جرام. هنا أصبحت الهواتف أصغر وأخف وزناً وأكثر حداثة.
4. IBM Simon (1994)
كان جهاز IBM Simon Personal Communicator أول هاتف محمول يجمع بين وظائف الهاتف الذكي وجهاز المساعد الرقمي الشخصي (PDA). فقد تميز بشاشة تعمل باللمس، وتطبيقات مثبتة مسبقًا مثل دفتر العناوين، الآلة الحاسبة، التقويم، المفكرة الرقمية، والساعة العالمية وغيرها. ومع ذلك، تم سحب جهاز IBM Simon Personal Communicator من السوق لكون الهواتف أصبحت أصغر وأرقّ وأكثر حداثة.
Siemens S10 (1997)
أطلقت شركة سيمنس طرازًا جديدًا في عام 1997 يُسمى S10، وكان هذا الهاتف رائدًا للغاية باعتباره آنذاك أول هاتف محمول بشاشة ملونة، على الرغم من أنها كانت محدودة ب 4 ألوان فقط. كما كان يحتوي على بعض التطبيقات الأساسية مثل المنبه ودفتر الهاتف ومسجل الصوت، بوزن أقل من 200 غرام.
6. RIM (BlackBerry) 850 (1999)
في عام 1999، دخلت شركة BlackBerry التي كانت تسمى “RIM” قطاع الهواتف المحمولة المهنية مع هاتفها الأول. كان أول هاتف BlackBerry جهازًا رائدًا في مجال الهواتف المحمولة، باعتباره أول هاتف يتميز بلوحة مفاتيح QWERTY وقدرة على إرسال واستقبال رسائل البريد الإلكتروني واستخدام الإنترنت. ومع ذلك، كان هذا الهاتف أكثر شبهاً بجهاز بيجر متعدد الاتجاهات منه إلى هاتف محمول، حيث لم يكن يسمح بإجراء المكالمات الهاتفية.
7. Nokia 3310 (2000)
أطلقت شركة نوكيا هاتفها الأكثر شهرةً وتميزًا في عام 2000. وهو أحد أنجح الهواتف على الإطلاق حيث حقق مبيعات بلغت 126 مليون قطعة حول العالم. كان هذا الهاتف مزودًا بخاصية دردشة، وهي خدمة رسائل فورية تسمح بإرسال رسائل أطول بثلاث مرات من الرسائل القصيرة القياسية.
إضافة إلى ذلك، كان الهاتف مزودًا بشاشات توقف ونغمات رنين قابلة للتخصيص وعمر بطارية طويل جدًا.
8. Nokia 1100 (2003)
على الرغم من أن هذا الهاتف يبدو بسيطًا، إلا أن مبيعاته تجاوزت ال 250 مليون قطعة منذ إطلاقه في عام 2003. رغم دخوله السوق في الوقت نفسه مع هواتف مزودة بكاميرات وتطبيقات معقدة وإمكانية الوصول إلى الإنترنت، إلا أنه لا يزال واحدًا من أكثر الهواتف مبيعًا على الإطلاق.
9. Motorola Razr V3 (2004)
كان أفضل هاتف من طراز صدفي مبيعًا على الإطلاق. يتميز بتصميم أنيق ونحيل، واتصال 3G، وكاميرا VGA، وتسجيل الفيديو. بالإضافة الى ميزات البلوتوث، وتصفح الإنترنت WAP، ونغمات MP3 القابلة للتنزيل. كان Razr V3 شائعًا للغاية في ذلك الوقت وحقق مبيعات هائلة.
مقال ذو صلة: انترنت على سطح القمر
10. Sony Ericsson Walkman W800 (2005)
في عام 2005، تعاونت شركتا سوني وإريكسون وأطلقتا أول هاتف محمول تحت العلامة التجارية الشهيرة Walkman. وكان هذا الهاتف أحد أوائل الهواتف التي ركزت على الموسيقى.
تمّ تزويده بكاميرا 2 ميجابكسل مع تسجيل فيديو، وبلوتوث، ووصلة الأشعة تحت الحمراء. الى جانب الألعاب القابلة للتنزيل، ونغمات MP3، وخلفيات، ومتصفح WAP، واتصال بشبكة 3G. وكذلك أيضا، ذاكرة داخلية سعتها 34 ميجابايت يمكن زيادتها إلى 2 جيجابايت باستخدام بطاقة ذاكرة.
11. The iPhone (2007)
ربما كانت واحدة من أهم اللحظات في تاريخ الهواتف الذكية هي عندما أصدرت شركة Apple أول هاتف iPhone الخاص بها. اصطف مئات الأشخاص في جميع أنحاء الولايات المتحدة خارج المتاجر، عندما تم طرحه للبيع في الولايات المتحدة الأمريكية في 29 يونيو 2017.
بسبب الطلب المرتفع، أطلقت عليه وسائل الإعلام آنذاك لقب “هاتف يسوع”. وبينما كانت معظم الهواتف في ذلك الوقت تحتوي على لوحات مفاتيح مادية وشاشات صغيرة وتصميمات ضخمة كانت شاشة ايفون الكبيرة التي تعمل باللمس ومظهره الأنيق سبب بروزه من بين الأجهزة الأخرى.
مقال ذو صلة: هل الـ 5 جي ضار بالإنسان والبيئة؟
12. iPhone 3G (2008)
بعد عام واحد من إطلاق هاتفها الأول، أصدرت شركة Apple هاتفها الثاني، iPhone 3G. الذي تميز بعمر بطارية أفضل من سابقه، ونظام تشغيل جديد، وخدمات جديدة مثل GPS وبيانات 3G. وكان سعره معقولا أكثر من أول iphone. بالإضافة إلى ذلك، احتوي الهاتف على 552 تطبيقًا على “متجر التطبيقات” الذي أطلقته شركة Apple.
13. Samsung Galaxy S (2010)
في عام 2010، أصدرت سامسونج هاتف Galaxy S، وهو أول هاتف في واحدة من أنجح خطوط الهاتف على الإطلاق. كان هذا الهاتف الذكي الذي يعمل بنظام Android مزودًا بسعة تخزين تبلغ 16 جيجابايت، ومعالج ARM “Hummingbird” بسرعة 1 جيجاهرتز، وشاشة لمس Super AMOLED، وكاميرا أساسية بدقة 5 ميجابكسل، وكاميرا أمامية بدقة 0.3 ميجابكسل. مع إصدار هذا الهاتف وبدء سلسلة Galaxy، بدأت المنافسة بين Apple و Samsung.
14. iPhone 6 (2014)
أما في عام 2014، أطلقت شركة Apple هاتفين جديدين في وقت واحد، وهما iPhone 6 و iPhone 6 Plus. تميز الهاتفان الجديدان بحجمهما الأكبر وسمكهما الأقل وتصميمهما البسيط. رغم أن التصميم الجديد لم يحظى بإعجاب الكثيرين، الى جانب سعرهما المرتفع، إلا أنهما حققا نجاحًا تجاريًا كبيرًا.
بعد فترة تحسّنت دقة الكاميرا وعمر البطارية، وظهرت تطبيقات جديدة، الأمر الذي ساهم في قبول التصميم الجديد من قبل الكثير من الناس.
15. Samsung Galaxy S8 (2017)
في نيسان 2017، أطلقت سامسونج هاتفين جديدين من سلسلة Galaxy، هما S8 و S8+. تميز هذان الهاتفين بشاشة كاملة الحجم “إنفينيتي”، وجوانب منحنية، وتقنيات قزحية العين والتعرف على الوجه، ومساعد افتراضي جديد “Bixby”. كان كلا الطرازين مطلوبين بشدة عند الإصدار وتم بيع 41 مليون جهاز خلال 12 شهرًا.
16. iPhone 11 (2019)
يُظهر هذا مدى تقدم الهواتف المحمولة حتى الآن. أصدرت كل من Apple و Samsung طرازات جديدة هذا العام، وهي تتجاوز بكثير تقنية الهواتف المحمولة الأولى. مع نظام الكاميرا المزدوجة الجديدة والكاميرا فائقة الاتساع، يأخذ الهاتف الجديد التصوير الفوتوغرافي إلى مستوى جديد.
17. Samsung Galaxy S10 (2019)
سامسونج تعلن عن وصول الجيل الجديد من الهواتف مع Samsung Galaxy S10. هذا الهاتف أكثر تطورًا بكثير من أجهزة Galaxy السابقة، وبالطبع، من الهواتف المحمولة الأولى في التاريخ. تتميز بشاشة Dynamic AMOLED التي توفر أقصى درجات الراحة للعين.
Samsung Z Flip and Fold
توالت اصدارات شركة سامسونغ للهواتف النقالة وكانت الهواتف القابلة للطي والفتح أبرزها خلال السنوات الثلاث الأخيرة من خلال سلسلتي زي فليب و فولد.
تمَّ تسويق جهاز سامسونج جلاكسي زي فليب لأوَّل مرة في 14 شباط 2020 ويُعتبر هذا الجهاز هو الأوَّل مِن السلسلة الذي يتم تسويقهُ تحت اسم «جالكسي زي»
أما مؤخرًا فقد كشفت شركة سامسونج عن الجيل الخامس من سلسلة الهواتف القابلة للطي، «جالكسي زي فليب 5» الذي يتمتع بتصميم جديد وعصري. مزود بشاشتين وهيكل مقاوم للماء.
iPhone 15
غيّرت آبل من هيكل الهاتف المصنوع من الفولاذ المقاوم للصدأ إلى هيكل جديد مصنوع من التيتانيوم، مما يجعل هاتفها الأخير أخف وأكثر متانة وزيادة في سرعة المعالج.
بينما احتفظت نسخ برو وبرو ماكس بثلاث كاميرات في الخلف، ولكنها حصلت على ميزة جديدة أخرى وهي إمكانية تصوير مقاطع فيديو مكانية (spatial videos)، مما يعني أن الكاميرات يمكنها تسجيل الفيديو بتقنية تصوير ثلاثية الأبعاد بهدف تشغيلها على نظارة الواقع المختلط “فيجن برو”، التي كانت قد أعلنت عنها الشركة في شهر حزيران الماضي.
مقال ذو صلة: كيف سيكون شكل الدراجة النارية الكهربائية في المستقبل؟
ما الذي يخبئه المستقبل للهواتف المحمولة؟
أحرزت الهواتف الذكية، تقدما كبيرا خلال السنوات الماضية، فجرى تعزيزها بالكثير من المزايا، لكن بعض خبراء التقنية لا يخفون عدم رضاهم عما جرى إنجازه، لأن الأجهزة لم تشهد “تحولا جذريا” وثوريا، لا سيما من حيث التصميم.
هناك العديد من التوقعات حول مستقبل الهواتف المحمولة، مثل البطاريات التي تعمل بالهواء وشاشات العرض الهولوغرافية والمزيد والمزيد من الكاميرات. أيضًا، ستتوفر شبكة الجيل الخامس 5G قريبًا.
هواتف المستقبل ستراقب كل ما تفعله وتتذكر كل شيء. مثلا، عندما تمرّ في شارع قريب من مطعمك المفضل عند وقت الغداء، سيبدأ هاتفك بالتحدث إليك وسؤالك عما إذا كنت تريد أن تحجز طاولة لتناول الطعام.
لذلك، فإن هاتف المستقبل سيصبح بمثابة صديق يرافقك أينما كنت ويعرف كل تفاصيل حياتك بهدف مساعدتك.
يبدو أن بعض التوقعات حول مستقبل الهواتف المحمولة واقعية وقابلة للتنفيذ، ولكن هناك أيضًا بعض الأفكار الغريبة الأخرى التي يمكن أن تكون مخيفة.
