صحة

اختبار الدم ALZpath يحدث ثورة في تشخيص مرض الزهايمر

أظهرت دراسة حديثة أن قياس مستويات بروتين معين في الدم قد يكون فعالًا ومفيدًا بنفس القدر للكشف عن بعض الأمراض مثل عمليات البزل القطني وفحوصات التصوير.

سيصبح تشخيص مرض الزهايمر من خلال تحليل دم بسيط ممكنًا بعد أن كشف الباحثون عن أن نتائجه قد تنافس فحوصات الدماغ المكلِفة أو البزل القطني (النخاعي) المؤلم من حيث الدقة.

فقد أدّت دراسات حديثة إلى تقدم ملحوظ نحو إمكانية وجود اختبارات دم موثوقة للكشف عن مرض الزهايمر. كما أطلق الباحثون في المملكة المتحدة العام الماضي مشروعًا بقيمة 5 ملايين جنيه إسترليني يهدف إلى تمكين تشخيص المرض من ضمن الخدمات الصحية الوطنية NHS وخلال ثوان معدودة.


الآن، قام الباحثون بتقييم اختبار دم تجاري متوفر بالفعل في السوق، وكشفوا عن قدرته على منافسة البزل القطني والفحوصات عالية التكلفة، بل وقد يتفوق عليها، في اكتشاف علامات الزهايمر في الدماغ.

قياس بروتين أميلويد بيتا للكشف عن مرض الزهايمر ليس بالأمر السهل

يصب الاهتمام حول بروتين الأميلويد “amyloid” عند الحديث عن مرض الزهايمر. لكونه يتحلل ليعطي مواد تتراكم بكثرة في أنسجة الدماغ لدى مرضى الزهايمر، وتدعى ببتيدات بيتا اميلويد.

قال الدكتور “Nicholas Ashton” نيكولاس أشتون، الباحث الرئيسي في الدراسة من جامعة غوتنبرغ في السويد، “إن النتائج لها تداعيات مهمة. بالنظر إلى أن الأبحاث أظهرت أن عقاري donanemab و lecanemab يمكنهما إبطاء “التدهور المعرفي” لدى مرضى الزهايمر.” “لكن للاستفادة من هذه الأدوية الجديدة، يجب إثبات وجود بروتين amyloid في الدماغ، و الذي يتطلب إجراء اختبار البزل القطني. لكن ليس من السهل إجراء هذا الاختبار الى جانب فحوصات الدماغ لكل من يحتاجها حول العالم. لذا، هنا تكمن الإمكانية والحاجة الهائلة لاختبار الدم.”

مقال ذو صلة: دراسة رائدة تكشف عن وجود رابط بين مرض باركنسون و تلوث الهواء

دور بروتين p-tau217 في الكشف عن مرض الزهايمر

Source: shutterstock

الى جانب بروتين اميلويد بيتا يبدأ بروتين p-tau217 في التراكم قبل ظهور أي أعراض معرفية على المريض، مثل فقدان الذاكرة والارتباك.

وفي مقالتهم بمجلة “Jama Neurology”، أوضح أشتون وزملاؤه أن اختبار الدم “ALZpath” سيقوم بقياس مستويات بروتين p-tau217. اذ يعتبر هذا البروتين بمثابة مؤشر حيوي لرصد التغيرات في الدماغ المرتبطة بمرض الزهايمر. بالإضافة لذلك، أظهرت دراسات سابقة إمكانية استخدام بروتين p-tau217 في الدم للتمييز بين مرض الزهايمر وغيره من الاضطرابات العصبية التنفسية. وكذلك للكشف عن المرض حتى في حالات ضعف الإدراك الخفيف.

على الرغم من أن قياسات هذا البروتين المسمى “p-tau217” في الدم قد أظهرت نتائج مبشّرة كأداة لتشخيص مرض الزهايمر. إلا أن إجراء مثل هذه الاختبارات لا يزال محدودًا لأغراض البحث والتجارب السريرية. اذ تجري حاليًا مناقشات بين مُصنّعي اختبار ALZpath ومختبرات في المملكة المتحدة لإطلاقه للاستخدام السريري هذا العام. وفي خطوة منفصلة.

التصوير المقطعي لتشخيص مرض الزهايمر Source: istock

استند البحث على تحليل بيانات من تجارب مختلفة أجريت في الولايات المتحدة وكندا وإسبانيا، وشمل 786 شخصًا – بمن فيهم من يعانون من ضعف الإدراك ومن لا يعانون منه.

وفي جميع التجارب الثلاثة، خضع المرضى إما للبزل القطني أو لفحص التصوير المقطعي بالانبعاث البوزيتروني (PET) للكشف عن علامات بروتينات الأميلويد والتاو، وهما البصمتان الرئيسيتان لمرض الزهايمر. ثم قام الفريق بمقارنة النتائج بنتائج اختبار الدم ALZpath.

مقال ذو صلة: هل يمكن للدماغ ترميم المناطق المتضررة منه؟

نتائج دراسة فعالية تحليل الدم لتشخيص مرض الزهايمر

أعلن الباحثون أن تحليلهم أظهر أن معدل دقة اختبار الدم كان مطابقًا للاختبارات المعتمدة على البزل القطني، بل وأفضل من تقييمات ضمور الدماغ، في اكتشاف علامات مرض الزهايمر.

قال الدكتور أشتون: “يمكن تشخيص 80٪ من الأفراد بشكل قاطع بناءً على اختبار دم دون أي فحوصات أخرى.”

فيما رحب البروفيسور الفخري في معهد علم الوراثة بجامعة كوليدج لندن، ديفيد كيرتس، بهذه النتائج واقترح إمكانية استخدام اختبارات الدم لإجراء فحوصات دورية كل بضع سنوات لكل من تخطوا سن الخمسين. أي بنفس الطريقة المستخدمة نفسها حاليًا لفحص الكوليسترول المرتفع.

ومع ذلك، حثّ أشتون على توخي الحذر، مشيرًا إلى أنه لم يتضح بعد فعالية أدوية الزهايمر على الأشخاص الذين لا تظهر عليهم أعراض.

كما أضاف، “إذا كان لديك بروتين الأميلويد في الدماغ عند سن 50 عامًا، فإن اختبار الدم سيكون إيجابيًا. لكن ما نوصي به وما توصي به الإرشادات بشأن اختبارات الدم هذه، هو أنها تساعد الأطباء على التشخيص المبكر. لذلك يجب أن يكون لدى شخص ما بعض المخاوف الموضوعية بشأن إصابته بمرض الزهايمر أو تراجع ذاكرته.”

علاوة على ذلك، تشير الدراسة إلى أن نتائج اختبارات الدم قد تكون واضحة بما يكفي لتجنّب الحاجة إلى المزيد من الفحوصات المتقدمة لبعض الأشخاص الذين يعانون من مرض الزهايمر، مما قد يؤدي إلى تسريع مسار التشخيص بشكل ملحوظ في المستقبل.

“لكن لا زلنا نحتاج إلى مزيد من الأبحاث على مجموعات سكانية متنوعة لفهم مدى فاعلية اختبارات الدم مع جميع المصابين بمرض الزهايمر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى