صحة

دراسة رائدة تكشف عن وجود رابط بين مرض باركنسون و تلوث الهواء

في دراسة جديدة أجراها باحثون من معهد بارو العصبي Barrow وجدت أن الأشخاص الذين يعيشون في مناطق ذات مستويات متوسطة من تلوث الهواء معرضون لخطر مرض باركنسون بنسبة 56٪ أكثر من الأشخاص الذين يعيشون في مناطق ذات مستويات تلوّث هواء أدنى.

من المقرر نشر هذه الدراسة عبر الإنترنت يوم الاثنين 30 تشرين الأول في مجلة Neurology. المجلة الطبية للأكاديمية الأمريكية لعلم الأعصاب. أجريت دراسة معهد بارو لتحديد الأنماط الوطنية والجغرافية لمرض باركنسون، ولاختبار الارتباطات على مستوى البلاد والمناطق المحددة مع الجسيمات الدقيقة (مواد جزيئية).

“أظهرت دراسات سابقة أن الجسيمات الدقيقة تسبب التهابًا في الدماغ، وهي آلية معروفة يمكن لمرض باركنسون أن يتطوّر من خلالها”. ذلك وفقا لما قالته Brittany Krzyzanowski التي أجرت الدراسة، وهي حاصلة على الدكتوراه وباحثة في معهد بارو العصبي.

ما الرابط بين مرض باركنسون والمنطقة الجغرافية

“باستخدام أحدث التقنيات التحليلية المكانية في الولايات المتحدة، تمكنّا لأول مرة من تأكيد وجود ارتباط قوي على مستوى البلاد بين مرض باركنسون والجسيمات الدقيقة”.

كشفت الدراسة أيضًا أن العلاقة بين تلوث الهواء ومرض باركنسون ليست هي نفسها في كل جزء من البلاد. بل تختلف في القوة حسب المنطقة.

على سبيل المثال تم تحديد وادي نهر المسيسيبي وأوهايو كنقطة ساخنة للمرض، إلى جانب وسط ولاية داكوتا الشمالية، وأجزاء من تكساس، وكانساس، وشرق ميشيغان، ونهاية فلوريدا.

هذا يعني أن الأشخاص الذين يعيشون في النصف الغربي من الولايات المتحدة معرّضون لخطر أقل من حيث تطوير مرض باركنسون مقارنة بباقي أجزاء البلاد.

مقال ذا صلة: أكثر الأماكن نشاطا إشعاعيا على وجه الأرض

محطة كريك للفحم
مصدر واشنطن بوست
محطة كريك للفحم المصدر: واشنطن بوست

وبحسب ما قالت Krzyzanowski “قد تشير الاختلافات الإقليمية في مرض باركنسون إلى اختلافات مكانية في تركيبة الجسيمات الدقيقة. اذ قد تحتوي الجزيئات الدقيقة في بعض المناطق على مواد أكثر سمية من المناطق الأخرى”. 

على الرغم من أن الباحثين لم يستطيعوا بعد اكتشاف المصادر المختلفة لتلوث الهواء، إلا أن Krzyzanowski تلاحظ أن هناك كثافة عالية نسبيًا لشبكة الطرق في وادي نهر المسيسيبي وأوهايو. هذا يجعل المنطقة محاطة بما يشبه حزام من الصدأ”. مما يعني أن التلوث في هذه المناطق قد يحتوي على المزيد من جزيئات الاحتراق الناتجة عن حركة المرور. اضافة الى المعادن الثقيلة الناتجة من عمليات التصنيع. تم ربط تلك الجزيئات بموت الخلايا في الجزء من الدماغ الذي يتأثر بمرض باركنسون”.

عوامل أخرى تساهم في نشوء مرض باركنسون

الدراسة الجغرافية السكانية حددت ما يقرب من 90 ألف شخص مصاب بمرض باركنسون من مجموعة بيانات “Medicare”  التي تضم حوالي 22 مليون شخص. تم ربط الأشخاص الذين تم تحديد إصابتهم بمرض باركنسون بالحي الذي يقيمون فيه، مما مكن الباحثين من حساب معدلات الإصابة بالمرض داخل كل منطقة.

كما تم أيضًا حساب المعدل السنوي المتوسط لتركيزات الجسيمات الدقيقة في هذه المناطق المحددة. بعد التطرق لعواملكم الخطر الأخرى، بما في ذلك العمر والجنس والعرق وتاريخ التدخين واستخدام الرعاية الطبية. تمكن باحثو بارو من تحديد ارتباط بين التعرض السابق للشخص للجسيمات الدقيقة وخطره اللاحق للإصابة بمرض باركنسون.

“تتميز الدراسات الجغرافية السكانية كمثل هذه الدراسة بامتلاكها رؤية ثاقبة للكشف عن دور السموم البيئية في تطور مرض باركنسون وتقدّمه. يمكن تطبيق نفس هذه الأساليب لاستكشاف النتائج الصحية العصبية الأخرى أيضًا” كما أشارت Krzyzanowski.

اجراءات صارمة للحد من تلوث الهواء

يتمنى الباحثون أن تساعد بيانات هذه الدراسة في فرض سياسات أكثر صرامة. حيث من شأنها خفض مستويات تلوث الهواء وتقليل مخاطر الإصابة بمرض باركنسون وأمراض أخرى.

وأضافت Krzyzanowski”على الرغم من سنوات البحث التي حاولنا فيها تحديد العوامل البيئية الخطرة لمرض باركنسون، إلا أن معظم الجهود ركّزت على التعرض للمبيدات الحشرية”. بينما تشير هذه الدراسة إلى أننا يجب أن ننظر أيضًا إلى تلوث الهواء كمساهم في تطور المرض”

دُعمت دراسة بارو من قبل وزارة الدفاع الأمريكية، والمعهد الوطني لعلوم الصحة البيئية، ومؤسسة مايكل ج. فوكس لأبحاث مرض باركنسون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى