صحة

ما الرابط بين المساحات الخضراء وقوة عظام الأطفال؟

تشير دراسة حديثة إلى أن إمكانية الوصول إلى المتنزهات يمكن أن تساعد في تعزيز صحة العظام لدى الأطفال وكبار السن.

وفقًا لإحدى الدراسات، يتمتع الأطفال الذين يعيشون بالقرب من المساحات الخضراء بكثافة عظام أقوى بشكل ملحوظ. وهذا قد يؤدي بطبيعة الحال إلى فوائد صحية مدى الحياة.

تعادل قوتها عظامًا أكبر منهم بنصف عام تقريبًا. وهذا يعني أن اللعب في الطبيعة وتعريض الجسم لأشعة الشمس والهواء النقي له آثار إيجابية على نمو العظام في مرحلة الطفولة المهمة. ومن المعلوم أن قوة العظام تتطور بشكل كبير في مرحلة الطفولة والمراهقة. بعد ذلك تستقر حتى سن الخمسين تقريبًا قبل أن تبدأ بالضعف.

مقال ذو صلة: بشرة إلكترونية لاسلكية خالية من الرقائق لمراقبة الصحة

المساحات الخضراء وهشاشة العظام

هشاشة العظام لدى كبار السن source: istock

كذلك كشفت الدراسة، وهي الأولى من نوعها، أن خطر إصابة هؤلاء الأطفال بهشاشة العظام منخفضة بنسبة 65٪ تقريبًا. بمعنى آخر إن العيش بالقرب من المساحات الخضراء لا يساعد فقط على بناء عظام أقوى ولكنه يقلل بشكل كبير من احتمالية الإصابة بهشاشة العظام في المستقبل.

قال البروفيسور Tim Nawrot، في جامعة هاسلت في بلجيكا، الذي كان عضوًا في فريق الدراسة مع الدكتورة Hanne Sleurs وغيرهم. أنه “كلما زادت كثافة العظام في مرحلة الطفولة، كلما زاد “رصيدك” أو قدرتك على الحفاظ على عظام قوية في عمر لاحق. “إذن، الرسالة الحقيقية للصحة العامة من هذه الدراسة هي أن مخططي ومهندسي المدن يمكنهم بالفعل تعزيز قوة عظام الأطفال، وهذا له تبعات إيجابية طويلة الأمد.”

علاوة على ذلك، أظهرت دراسات أخرى فوائد متعددة لتواجد المساحات الخضراء لنمو الأطفال، بما في ذلك انخفاض مخاطر زيادة الوزن، وانخفاض ضغط الدم، وارتفاع معدلات الذكاء، وتحسين الصحة النفسية والعاطفية بشكل عام. كما لا تقتصر فوائد المساحات الخضراء على الأطفال، بل تمتد لتشمل تحسين الصحة البدنية والذهنية للبالغين أيضًا. فعلى سبيل المثال، تشير التقديرات إلى أن المشي في الغابات وحدها يوفر حوالي 185 مليون جنيه إسترليني سنويًا على تكاليف الرعاية الصحية العقلية في المملكة المتحدة.

أجرت الدراسة، التي نُشرت في مجلة JAMA Network Open، متابعة لأكثر من 300 طفل في منطقة Flanders البلجيكية. والتي تضم مناطق حضرية وريفية وضواحي.

ولإجراء الدراسة استخدم الباحثون الموجات فوق الصوتية لقياس كثافة العظام للأطفال في عمر يتراوح بين أربع وست سنوات. كما تم تدوين بيانات تشمل سنّ الطفل ووزنه وطوله وخلفيته العرقية ومستوى تعليم والدته في الاعتبار.

مقال ذو صلة: ما هو العلاج الجيني؟

نتيجة دراسة كثافة العظام

أطفال يلعبون في مساحة خضراء source: unsplash

أظهرت النتائج ارتفاع احتمالية حصول الأطفال على بنية عظام أقوى بنسبة 66% . هذا بالنسبة للأطفال الذين تتوفر لهم مساحة خضراء أكبر بنسبة 25٪ ضمن دائرة نصف قطرها 1000 متر حول منازلهم. وهذا يعني أنهم كانوا أقل عرضة بنسبة 66٪ للوقوع ضمن أدنى 10٪ من قياسات كثافة العظام. فيما لم يلاحظ الباحثون أي اختلاف بين الأولاد والبنات في الدراسة.

إضافة لذلك، قام الباحثون أيضًا باختبار تأثير وقت مشاهدة الشاشات، واستهلاك مكملات الفيتامينات. وكذلك الكمية اليومية من منتجات الألبان على نتائج الأطفال لكن لم يكن لذلك تأثيرات تٌذكر على كثافة العظام.

لتأكيد العلاقة السببية بشكل حاسم، سيحتاج الأطفال إلى ارتداء أجهزة تسجيل لقياس نشاطهم البدني بشكل دقيق. لكن “ليس من السهل إجراء هكذا تجربة”، كما أشار Nawrot

وفي وقت لاحق، أظهرت دراستان حديثتان حول العلاقة بين المساحات الخضراء وكثافة العظام لدى البالغين نتائج متباينة. حيث وجد تحليل أجري على 66 ألف شخص في جنوب غرب الصين ارتباطًا إيجابيًا ملحوظًا بين المساحات الخضراء وكثافة العظام. لكن من جهة أخرى لم يجد البحث الذي أجري في هونغ كونغ ارتباطا مقنعا. علما أن البحث شمل شمل 4 آلاف شخص تتراوح أعمارهم بين 65 عامًا أو أكثر. لكن ربما لأن هونج كونج مدينة مكتظة للغاية ذات مساحات خضراء محدودة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى