ثقافة

كيف سهّلت 15 من أجهزة المطبخ نمط حياتنا؟

لا شك أن مطبخنا لن يكون كما هو عليه اليوم بدون وجود هذه الأدوات العظيمة. هيا نكتشف قصص الأجهزة الرائعة التي تملأ مطابخنا من خلال رحلة عبر تاريخها

ما تراه اليوم من أجهزة المطبخ الذكية لديك ليس سوى ثمرة عمل دؤوب ومُتواصل لروادٍ عِظام في مجالات العِلم والابتكار. يُشكل تاريخ هذه الاختراعات رحلةً رائعةً تستحقُّ الاكتشاف.

اذ لولا الأجهزة التالية، لكانت مطابخنا أقل كفاءةً وأمانًا بكثيرٍ عما هي عليه اليوم.

1. البرادات: رحلة من التجارب الأولية تلاها ضغط البخار إلى غازات التبريد

تعود تجارب تقنيات التبريد إلى أواخر القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر. اذ كانت فكرة ضغط البخار الأساس الذي مهد الطريق لظهور أول ثلاجة ناجحة. في عام 1805، اقترح المخترع الأمريكي أوليفر إيفانز جهاز تبريد يعمل بنظام ضغط البخار، ويصنع الثلج باستخدام الإيثر الموضوع في فراغ.

لكن لم يتم تصميم أول ثلاجة كهربائية للاستخدام المنزلي إلا في عام 1914 من قبل ناتانيال بي. ويلز. وأصبح هذا التصميم بمثابة اللبنة الأساسية لثلاجات Kelvinator الشهيرة. في أعقاب نجاح ثلاجة ويلز، ظهرت العديد من الشركات المصنعة الأخرى للثلاجات. وكانت هذه الآلات الأولى تتطلب تركيب المحركات والضاغطات في المنزل للعمل.

وبالرغم من كفاءتها، كانت هذه الثلاجات تشكل خطر كبير بسبب استخدامها للأمونيا وثاني أكسيد الكبريت وكلوريد الميثيل في عملية التبريد. لذلك كانت تسربات الثلاجات مصدرًا محتملًا للوفاة بسبب إطلاقها للمواد الكيميائية. بعد ذلك رغبةً في تأمين خيار أكثر أمانًا، اتحدّت شركات “فريجيدير” و “جنرال موتورز” و “دوبونت” في عشرينيات القرن الماضي ليبتكروا “الفريون” – سائل تبريد خالٍ من السموم.

شكل البرادات في بداية ظهورها

مقال ذو صلة: اختراعات غيرت مجرى التاريخ فما هي؟

2. الموقد الكهربائي: طريقة أسهل وأنظف للطهي

حصل ويليام هادواي على براءة اختراع لموقد كهربائي في عام 1896. لكن لم تلقَ المواقد الكهربائية رواجًا كبيرًا في البداية، إذ لم تصل شبكة الكهرباء بعد إلى العديد من البلدات والقرى.

تعود تصميمات معظم المواقد الكهربائية التقليدية التي نستخدمها اليوم إلى عام 1906، حيث تقدّم المهندس ديفيد كورل سميث بطلب للحصول على براءة اختراع لموقد “كالغورلي”. تميّز جهازه المقترَح بموقد يتكون من لوحات تسخين كهربائية، موضوعة فوق شواية وفرن.

بحلول أواخر عشرينيات القرن الماضي، أصبحت المواقد الكهربائية منافسًا قويًا للمواقد التي تعمل بالغاز. انجذب العديد من المستهلكين إلى إصدارات المواقد الكهربائية الجديدة بفضل سهولة استخدامها وصيانتها المحدودة.

اعلان لموقد وفرن كهربائي

3. الفرن الكهربائي: ولادة موقد الفرن الكهربائي المزدوج

تزامن اختراع الفرن الكهربائي مع اختراع الموقد الكهربائي. بالرغم من اختلاف أنظمة عملهما، فقد كان ولا يزال الفرن والموقد يُباعان كوحدة متكاملة منذ دخولهما الأسواق.

يُنسب في الغالب اختراع أول فرن كهربائي إلى توماس أهيرن، حيث تم استخدام فرنه في فندق وندسور بأوتاوا عام 1892. أما براءة اختراع وليام هاداي لعام 1892 فكانت لموقد كهربائي.

تتميز الأفران الكهربائية باحتوائها على عنصرين ساخنين يوفران الحرارة للطهي، أحدهما يقع في الأعلى والآخر في الأسفل، بينما تعمل مروحة على ضمان دوران الهواء الساخن داخل الفرن لوصول الحرارة إلى كافة الأطباق بشكل متساوي.

اعلان لفرن مع موقد كهربائي مشتركين

قصة اختراع فرن الميكروويف مثيرة للاهتمام فعلا، وكانت في الواقع نتيجة ثانوية للتجارب التي أجريت على الرادار. في عام 1945، بينما كان الدكتور بيرسي سبنسر يجري أبحاثاً على الرادار الحربي الفعّال، لاحظ ذوبان لوح الشوكولاتة في جيبه.

توصل سبنسر إلى أن الحرارة التي يولدها المغناطيس الدقيق يمكن استخدامها في الطهي. وحصل على براءة اختراع لأول فرن ميكروويف من خلال شركة رايثيون.

بعد ذلك في عام 1947، شهد العالم أول فرن ميكروويف للبيع تجاريًا تحت اسم “Radarange”. وقد كان عملاقًا في ذلك الوقت بطوله البالغ 6 أقدام (1.8 متر) ووزنه الثقيل الذي وصل إلى 750 رطلاً (340 كجم).

على الرغم من استمرار تصغير حجمها، إلا أن شعبية أفران الميكروويف تأخرت في الانتشار بسبب مخاوف كثير من الناس من الآثار الضارة للإشعاع.

مقال ذو صلة: اختراعات نيكولا تسلا الغريبة التي لم يتم بناؤها أبدًا

5. الفريزر المنزلي: تم تصنيعه وبيعه بعد الحرب العالمية الثانية

يشبه تاريخ الفريزر المنزلي إلى حد كبير تاريخ الثلاجة. فكلا التقنيتين تعتمدان على نفس المبدأ للتبريد، وهو ضغط البخار. فيما ظهرت أولى ثلاجات منازل مخصصة للاستخدام المنزلي في الأربعينيات. وبحلول ذلك الوقت، كانت الثلاجات والفريزرات تستخدم غاز الفريون، ما جعل التكنولوجيا أكثر أمانًا عن ذي قبل.

لم تنتشر صناعة فريزرات المنازل وبيعها على نطاق واسع إلا بعد الحرب العالمية الثانية. أمّا اليوم، تُباع معظم الثلاجات والفريزرات كوحدة واحدة، مما يسمح للمستهلكين بحفظ الطعام لفترات قصيرة وطويلة الأجل.

6. غسالة الصحون: اختراع سيدة أمريكية أرستقراطية

واحدة من أجهزة المطبخ المهمة أيضا هي غسالة الصحون التي تعود فكرتها إلى منتصف القرن التاسع عشر، حيث ظهر أول تصميمين لها على يد المخترعين جويل هوتون ولي.أ. ألكسندر. كان كلا التصميمين عبارة عن آلات بدائية تعمل باليد، ولم تكن فعالة أو عملية بشكل كافٍ لتلقي قبولًا واسعًا.

في عام 1887، اخترعت جوزفين كوكرين جهازًا يستطيع غسل الصحون أسرع بكثير من خادماتها، مع حماية الأواني الصينية من الكسر. كانت الغسالة عبارة عن غرفة نحاسية صغيرة، تتسع لحجيرات سلكية منظمة للأطباق والأكواب. تدور هذه الحجرة بمساعدة محرك بينما تفيض بالماء والصابون، لتمنح جوزفين النظافة والسرعة التي أرادتها.

لم تكتفِ جوزفين كوكرين باختراع غسالة الأطباق، بل عرضتها في المعرض العالمي بشيكاغو عام 1893، حيث لاقت رواجًا كبيرًا. بفضل نجاح اختراعها، أسست لاحقًا شركة “KitchenAid” لتصنيع غسالات الصحون وغيرها من الأجهزة المنزلية، ليتوطد اسمها كرائدة في هذا المجال. رغم نجاح اختراعها، لم تصبح غسالات الصحون أجهزة منزلية شائعة حتى الخمسينيات من القرن الماضي.

مقال ذو صلة: تعرف على أهم اختراعات الإمبراطورية الرومانية العظمى

7. مفرمة القمامة

تعتبر أكثر شيوعًا في الولايات المتحدة من أي مكان آخر في العالم، تم اختراع أول مفرمة للقمامة في عام 1927 بواسطة جون دبليو هامز. الذي حصل على براءة اختراع لجهازه في عام 1935، وأسس شركة تصنيعه InSinkErator في عام 1940.

أما الهدف من اختراع مفرمة القمامة فكان توفير طريقة أكثر كفاءة وملاءمة للتخلص من بقايا الطعام. عندما أراد هامز إيجاد طريقة أكثر كفاءة للتخلص من بقايا الطعام دون إحداث المزيد من التلوث، رأى أن مفرمة القمامة كانت الحل المثالي. حيث يمكنها تحويل النفايات إلى سائل يمكن تصريفه بسهولة في نظام الصرف الصحي.

في البداية، واجهت مفرمة القمامة معارضة شديدة بسبب قوانين صارمة تحظر التخلّص من بقايا الطعام في أنظمة الصرف الصحي. لكن لعب هامز دورًا محوريًا في إعادة التفاوض مع الحكومات المحلية لتغيير هذه القوانين، مما مهّد الطريق لانتشار اختراعه المبتكر. وبالنتيجة، تمتلك اليوم 50٪ من المنازل الأمريكية مفرمة قمامة.

8. المخلاط: من العصائر إلى الأدوية

اختُرع أول خلاط في عام 1922 من قبل ستيفن بوبلافسكي، لتحضير ميلك شيك ومالتس. كان يتكون من وعاء به شفرة دوارة متصلة بمحرك. نافسه في الجهة المقابلة خلاط Waring، الذي اخترعه فريد أوسيوس في عام 1937 ومولّه فريد وارينج.

مقال ذو صلة: اختراعات ناسا وتقنيات من عصر الفضاء نستخدمها كل يوم

9. تاريخ الغلاية الكهربائية

في عام 1893، أصدرت Crompton and Co أول غلاية كهربائية في إنجلترا. على الرغم من القيود التقنية في ذلك الوقت، كان لا بد من وضع الهيكل الذي يسخن الغلاية في حجيرة أسفل الغلاية، مما جعل الغلاية الكهربائية أقل عملية من نظيراتها التي تعمل على مواقد الطهي التقليدية.

بحلول عام 1922، ابتكر المهندس ليسلي لارج حلاً لمشكلة عنصر التسخين غير القابل للغمر، وذلك عن طريق إنشاء مسخِّن يتكون من سلك ملفوف حول قلب مغلف بغلاف معدني.

في عام 1955، ظهرت أول غلاية آلية على يد شركة Russell Hobbs. كانت هذه الغلاية مزودة بترموستات خاص يعتمد على مبدأ انحناء المعدن عند ارتفاع درجة الحرارة. فعندما يصل الماء إلى درجة الغليان، ينحني الترموستات ويقطع التيار الكهربائي، مما يؤدي إلى إطفاء الغلاية تلقائيًا. وما زالت هذه التكنولوجيا مستخدمة في غلايات العصر الحديث.

10. الخلاط الكهربائي: أداة عجن الخبز المثالية

بينما ظهرت براءات الاختراع الأولى لخفاقات البيض الكهربائية والخفاقات والخلاطات في خمسينيات القرن التاسع عشر، لم يكن حتى عام 1908 أن اخترع هربرت جونسون أول خلاط قائم كهربائي. ألهمه مشاهدة خباز يعجن العجين بملعقة معدنية، وشرع في صنع واحدة من أكثر أدوات الخبز المنزلية شهرة والتي لا تزال متوفرة حتى اليوم.

النسخ الأولى من الجهاز كانت تستخدم بشكل أساسي في المخابز الصناعية. في عام 1919، نجح جونسون في طرح خلاطته الثابتة تحت اسم “KitchenAid Food Preparer”.

مقال ذو صلة: 45+ من الإختراعات الفرنسية المبهرة

11. طبّاخ الضغط: جهاز من القرن السابع عشر

يعود تاريخ طباخ الضغط إلى القرن السابع عشر، عندما اخترعه الفيزيائي الفرنسي ديني بابين. كان الهضم (أو الهضّاضة) عبارة عن وعاء محكم الإغلاق يستخدم ضغط البخار لتسريع عملية طهي الطعام.

في عام 1924، طُبع أول كتاب وصفات لطباخات الضغط، من تأليف جوزيه أليكس. وبحلول عام 1938، اخترع ألفريد فيشر طباخ الضغط السريع Flex-Seal، وهو أول طباخ ضغط مخصص للاستخدام المنزلي.

كانت طباخات الضغط التجارية الأولى تعمل على الموقد، ولكن بحلول عام 1991، طغت عليها طباخات الضغط الكهربائية التي كانت أكثر أمانًا وسهولة في الاستخدام.

.

مقال ذو صلة: إختراعات طبية غيرت العالم

12. المحمصة: تجعل الإفطار بسيطًا منذ عام 1926

في عام 1893، اخترع آلان ماكماسترز أول محمصة كهربائية. بينما قبل ذلك، كان تحميص الخبز يتم بطرق أكثر بدائية و مباشرة.

فيما لم تظهر أول محمصة تُخرج الخبز تلقائيًا حتى عام 1919، حيث اخترعها تشارلز سترايت. إلا أن تصميم سترايت في بادئ الأمر كان ىمخصصًا للاستخدام في المطاعم، ولكن في عام 1926 تم طرحه لعامة الناس تحت اسم توست ماستر.

حقًا هذا أمر طريف! على الرغم من كون محمصة Toastmaster ابتكارًا رائعًا وعمليًا عام 1926، إلا أن شعبيتها الحقيقية لم تعلن عن نفسها إلا في ثلاثينيات القرن الماضي. وهذا يعود لسبب بسيط ومضحك في الوقت نفسه: انتشار الخبز المحمص مسبقًا!

13. الطباخ البطيء: مستوحى من قصة سيدة

كان ناكسون معجبًا بطبق “cholent”، وهو يخنة يهودية يتم طهيها ببطء على نار هادئة في الفرن لعدة ساعات، عادةً يوم الجمعة قبل غروب الشمس، عندما يبدأ السبت، حيث لا يُسمح بإشعال النيران أو طهي الطعام.

ألهمته فكرة أمه بتصميم جهاز يمكن استخدامه لتسخين الطعام ببطء دون الحاجة إلى استخدام الفرن أو مراقبته المستمرة. وفي عام 1936، تقدم بطلب براءة اختراع لما أسماه لاحقًا بـ “The Boston Beanery”، وهو جهاز يشبه في تصميمه إلى حد كبير الطباخ البطيء الحديث. فحصل ناكسون على براءة الاختراع في عام 1940، ثم قام ببيع تصميمه لشركة Rival Manufacturing.

14. صانعة القهوة: 110 عامًا من القهوة المقطرة

كما هو معروف القهوة مشروب شائع له تاريخ طويل في العديد من الثقافات حول العالم. أما تاريخ صناعة القهوة مبهم إلى حد كبير، لكن يُعتقد أن آلة تقطير القهوة الأولى ظهرت عام 1818.

تمكّنت ميلتا بنتز عام 1908 من ابتكار أول صانعة قهوة تعتمد على أسلوب التنقيط، والذي يضع الأساس للتصميمات المستخدمة في آلات القهوة الشائعة اليوم. اخترعت بنتز أول فلاتر للقهوة باستخدام ورق النشاف، وبذلك ابتكرت طريقة لصنع القهوة لا تزال مستخدمة في آلات القهوة الحديثة.


15. المبرِّد

شهد عام 1851 حصول إرفين ناكسون على براءات الاختراع الأولى لأول آلة لصنع الثلج، ليواصل تطور هذا الابتكار مع حصول ألكسندر توينينج على براءة اختراع خاصة به عام 1853. كما لعب توينينج دورًا محوريًا في تطوير تصنيع الثلج.

فيما بعد تم ابتكار آلة صنع الثلج الصالح للأكل عام 1929 على يد البروفيسور يورغن هانز، الذي أسس في عام 1932 شركة لإنتاج آلات صنع الثلج التجارية، والتي توسعت لاحقًا لتشمل وحدات تكييف الهواء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى