ثقافة

تعرف على أهم اختراعات الإمبراطورية الرومانية العظمى

16 اختراعا رومانيا مذهلا شكّل عالمنا الحديث

  • سقطت الإمبراطورية الرومانية منذ قرون، ولكنّ تأثيرها على المجتمع الحديث لا يزال قائما اليوم.
  • من الطرق والجسور إلى الخرسانة والتدفئة المركزية، كان الرومان القدماء مسؤولين عن العديد من الاختراعات التي صمدت أمام اختبار الزمن ولا تزال حزءا من عالمنا.
  • ساهمت هذه الابتكارات في تسهيل حياة سكان روما القديمة ووضعت الأساس للعديد من التقنيات التي منحونا اياها ونستخدمها اليوم دون ادراكنا ذلك.

لا تزال اختراعات روما القديمة موجودة معنا اليوم لكن أين ولماذا؟

لا شك أن الإمبراطورية الرومانية واحدة من أعرق الحضارات وأكثرها حضورا في التاريخ. حيث لا يزال تأثير الإمبراطورية الرومانية واضحًا في حياتنا اليومية، بدءا من “Colosseum ” الكولوسيوم المهيب وليس انتهاءا بالقنوات الرومانية التي لا تزال تزوّد المدن الحديثة بالمياه. ومما لا شك فيه أن الحضارة الرومانية العريقة تركت بصمتها على أجزاء كبيرة من العالم الحديث، ولا سيما في أوروبا (ومستعمراتها السابقة) وأجزاء من شمال إفريقيا.”

الى جانب القانون الروماني وانتشار المسيحية، اليك 16 اختراعا رومانيا لا زالت تؤثر على المجتمعات اليوم.

مقال ذو صلة: اختراعات غيرت مجرى التاريخ فما هي؟

1. الأرقام الرومانية

Roman numerals are still a common sight today.
ساعة جدارية بأرقام رومانية source: Malekas85/iStock 

نشأت الأرقام الرومانية في روما القديمة ولكنها ظلت مستخدمة في بعض الأمور بعد نهاية الإمبراطورية الرومانية.حيث تم استخدام سبعة رموز أساسية من الأبجدية اللاتينية في نظام الأرقام: I ، V ، X ، L ، C ، D ، و M ، تمثل 1 ، 5 ، 10 ، 50 ، 100 ، 500 ، و 1000 على التوالي.

كما ظهرت أقدم استخدامات الرموز الرومانية بين 900 و 800 قبل الميلاد. وقد نشأت هذه الأرقام الخالدة الآن استجابة للحاجة إلى نظام عد عالمي آنذاك، وهو أمر ضروري للتجارة والتواصل.

ومن الأمثلة العملية على استخدام الأرقام الرومانية كانت على مدخل الكولوسيوم الروماني (المدرج الفلافي). حيث يحمل أحد مداخله الرقم XXXVIII، والذي يشير إلى منطقة جلوس رقم 39، والرقم XLII، والذي يشير إلى منطقة جلوس رقم 42.

لكن بدءًا من القرن الرابع عشر، بدأت عملية استبدال الأرقام الرومانية في الغرب بالأرقام العربية. لوجود الصفر فيها، مما جعلها أكثر فائدة بكثير للعمليات الحسابية والعد. ومع ذلك، لا تزال الأرقام الرومانية مستخدمة اليوم، غالبًا على في الساعات أو لتمثيل السنوات في الهندسة المعمارية، أو الترقيم في الكتب، أو تأريخ الأفلام.

2. الصحف هي (نوعًا ما) اختراع روماني

وثيقة من القرن الخامس الميلادي تم تكليف كتابتها من قبل القنصل الروماني Decius Marius Venantius Basilius في الكولوسيوم في روما
source: Wknight94/Wikimedia Commons 

قد لا يُنسب إلى الرومان فضل إنشاء نظام حديث للصحف اليومية الورقية، إلا أنهم أوجدوا شيئا مشابها آنذاك. كانوا غالباً ما ينقشون أخبار شؤون البلاد الجارية على ورق البردي أو ألواح الشمع، والتي كانت توضع في الأماكن العامة.

حيث بدأت الصحيفة الرومانية “Acta Diurna” في نشر الأخبار اليومية في عام 131 قبل الميلاد، وواصلت النشر حتى القرن الثاني الميلادي. أما غرضها فكان مشابها للصحف الحديثة، حيث كانت تقدم للمواطنين الرومان معلومات عن الانتصارات العسكرية والولادات والوفيات وحتى القصص الإنسانية.

ليقوم الكتبة بعد ذلك بنسخ “Acta” وإعطائها للحكام الإقليميين للحصول على معلومات. وبعد بضعة أيام، يتمّ إزالتها من الأماكن العامة وأرشفتها للرجوع إليها في المستقبل. في وقت لاحق، استخدم الأباطرة الصحيفة للإعلان عن أنشطة البلاط والمراسيم الملكية أو مجلس الشيوخ. لكن لسوء الحظ، لا توجد نسخ متبقية بالكامل اليوم

3. يمكنك أن تشكر الرومان على أنظمة الصرف الصحي

يُعدّ الصرف الصحي أحد أهم الاختراعات الرومانية التي تعتبر أساسية اليوم. اذ كان الرومان على دراية كبيرة بهندسة الإنشاءات، مما ساعدهم على تطوير نظام صرف صحي فعال. وهذا يدلّ على أنّ موهبة الرومان الهندسية لم تقتصر فقط على بناء الهياكل الضخمة مثل الكولوسيوم أو الطرق. بل أنظمة وسباكة الصرف الصحي لديهم تسلّط الضوء على تميزهم الهندسي.

أما من حيث البنية فكانت تتكون أنظمة الصرف من مزيج من مواد البناء والخرسانة البدائية، وفي بعض الحالات، أنابيب الرصاص.كانت تنظَّف أنابيب الصرف الصحي بانتظام بعد توصيلها، حيث كان الماء يتدفق من الجداول.

اضافة لذلك تمّت تغطية جميع قنوات تصريف الماء في الطرقات وأنشأوا كذلك حمامات عامة، ممّا يضمن خلوّ الشوارع من النفايات البشرية. والجدير بالذكر أن جميع الدول الأوروبية ما بعد الرومانية لم تتمكن من تطوير أنظمة مماثلة إلا بعد ألف عام من سقوط الإمبراطورية الرومانية الغربية. ومع ذلك، يستمر استخدام بعض الأنظمة الرومانية، مثل “Cloaca Maxima” في روما، حتى يومنا هذا.

4. ولع الرومان بالأقواس المعمارية

The Romans invested heavily in arches for many things
source: BasieB/iStock أقواس رومانية

على الرغم من أن الرومان لم يخترعوا الأقواس المعمارية إلا أنّهم طوّروها بشكل يسمح لهم بتشييد الجسور والمباني الكبيرة وأقنعة مائية أفضل. وذلك بسبب شكل القوس الهندسي الذي يجعله يتحمل ضغط الوزن الثقيل وتوزيعه ما بين الأسفل والخارج. هذا أعطى لبنّائي العصور القديمة مجالا لبناء منشآت وهياكل أكبر وأكثر تعقيدًا يمكنها استيعاب عدد أكبر من الأشخاص.

الى جانب ذلك استخدم الرومان الأقواس المستديرة المصنوعة من الحجر بشكل شائع، وكانت تسمى أيضًا الأقواس الدائرية. كما استخدموا الأقواس المستديرة جنبًا إلى جنب لإنشاء الأروقة. وفي القرون الأولى قبل الميلاد، اكتشف الرومان كيفية استخدام الأقواس لبناء الجسور، والسدود، والمباني، مما أدى إلى توسيع البنية التحتية عبر الإمبراطورية الرومانية.

بعد سقوط روما، استلهمت ثقافات أخرى من الابتكارات الرومانية لصنع أقواس أكثر زخرفة، والتي برزت بشكل ملحوظ في اسبانيا وتركيا بعد دخول المسلمين.

مقال ذو صلة: 45+ من الإختراعات الفرنسية المبهرة

5. ابتكار الهيبوكوست الملفِت

View of remains hypocaust, the heating system in the thermae ruins of the ancient Roman Odessos, in the city of Varna
بقايا الهيبوكاوست، نظام التدفئة في أنقاض الحمامات الرومانية القديمة في أوديسوس/مدينة فارنا source: rustamank/iStock 

الهيبوكوست عبارة عن نظام للتدفئة تحت الأرض، ويعمل بطريقة مشابهة للتدفئة المركزية للأرضيات الحديثة عن طريق تسخين الهواء في الفرن تحت الأرض ثم توزيعه في جميع أنحاء الغرفة عبر سلسلة من القنوات.

بنى الرومان فتحات في الجدران لتوزيع الحرارة على الطوابق العليا، كما سمحت هذه الفتحات للأبخرة بالخروج بأمان من خلال السقف. حقيقة كان هذا إنجازًا هندسيًا مثيرًا للإعجاب آنذاك – خاصة وأن مخاطر البناء السيئ تشمل التسمم بأول أكسيد الكربون أو استنشاق الدخان أو مخاطر الحريق.

تجدر الإشارة إلى أن هذه الأنظمة باهظة الثمن وكانت تستخدم عادةً فقط في المباني العامة والمنازل الكبيرة المملوكة للأثرياء الرومان وفي الحمامات الرومانية، والتي تضمنت أرضيات وجدران مدفئة.

لا زالت هذه الفكرة موجودة في الحمامات التركية، يتم تسخين المياه في خزان كبير ويتم توزيعها عبر أنابيب في جميع أنحاء الحمام. يتم استخدام المياه الساخنة لتسخين الأرضيات والجدران وغرف البخار.

6. الرومان والأقنية

A well-preserved Roman acqueduct near Tarragona, Catalonia, Spain
أقواس رومانية بالقرب من تاراغونا، كتالونيا، إسبانيا source: Cruccone/Wikimedia Commons

احتاج الرومان إلى المياه العذبة لنمو مدنهم وبلداتهم. ولذلك فقاموا ببناء قنوات لجر المياه من مصادر مجاورة. بطبيعة الحال سبقهم في كلّ من الحضارتين المصرية والهندية، ولكن الفارق أنّ الرومان أتقنوا هذه الأمور حقًا.

كانت القنوات الرومانية متصلة بمنطقة تخزين المياه الكبيرة، والتي توزع المياه بعد ذلك إلى الحمامات العامة والنوافير والمزارع وغيرها. ما قد يبدو سهلاً اليوم كان إنجازًا هندسيًا ملفتا في تلك الأزمان وهنا نتحدث عن عام 312 قبل الميلاد.

تم بناء هذه الهياكل وتصميمها بشكل متقَن لدرجة أن العديد من الأمثلة على القنوات الرومانية لا تزال موجودة اليوم. بل لا يزال يتم استخدام بعضها.

مقال ذو صلة: إختراعات طبية غيرت العالم

7. الرومان روّاد الأدوات الطبية

لقد اشتهر الرومان عن حقّ ببراعتهم العسكرية ومهاراتهم في القتال، لكنهم لم يقتصروا على ذلك بل برعوا أيضًا في مجال الطب. إذ قاموا بتطوير مجموعة من الأدوات الطبية الدقيقة التي لا تزال تؤثر على العديد من الأدوات الجراحية المستخدمة في العصر الحديث.

بدأوا الرومان باستخدم أدوات جراحية دقيقة ومتنوعة، بما في ذلك الملقط والمحاقن والمشارط والمناشير العظمية، والتي كانت تصنّعها مصانع متخصصة. والكثير من هذه الأدوات تشبه إلى حد كبير نظيراتها في القرن الحادي والعشرين.

بالإضافة إلى استخدام هذه الأدوات في المستشفيات أو المراكز الطبية، كان القادة الرومان متحمسين لمعرفة كيف يمكن أن تساعد هذه الأدوات الجنود في ميادين القتال لمعالجة المصابين منهم. زيادة على ذلك رافق بعض الجيوش الرومانية جراحًا مدربًا (طبيبًا مدربًا على الجراحة) لإيقاف نزيف الدم وإزالة الأسهم وخياطة الجروح وإعطاء الأدوية في ساحات المعارك.

ساهم الرومان في تأليف بعض أقدم المؤلفات حول الإجراءات الطبية، ومن أبرزها أعمال جالينوس. الذي أثبت عمله طابعه الثوري لدرجة أن طلاب الطب والأطباء استخدموه كمرجع لمئات السنين.

8. يمكننا أن نشكر الرومان على الخرسانة أيضًا

The Pantheon in Rome is an example of Roman concrete construction
البانتيون في روما مثال على البناء الروماني الخرساني source: I, Jean-Christophe BENOIST/Wikimedia Commons 

بينما تعتبر الخرسانة عمومًا اختراعًا حديثًا، إلا أنّ تاريخها طويل ومثير للاهتمام. في حين أنّ الرومان لم يخترعوا الخرسانة بشكل رسمي، إلا أنهم قاموا بتطوير تقنيات قديمة لصنع مادة بناء متعددة الاستخدامات ومتينة بشكل لا يصدق.

وقد لعب الرومان دورًا محوريًا في نشر استخدام الخرسانة في جميع أنحاء إمبراطوريتهم الشاسعة، مما ساهم بشكل كبير في تطويرها ووضع الأسس لاعتمادها الواسع في ممارسات البناء الحديثة.

استخدم الرومان مزيجًا من الرماد البركاني والجير ومياه البحر لتطوير مادة تضاف الى أساسات مبانيهم. لا شك أن ما فعلوه كان صحيحًا وصائبًا، حيث لا تزال الكثير من مبانيهم قائمة حتى اليوم.

مقال ذو صلة: تتميز الحفارات عن بعضها، بقدراتها وكيفية عملها، هنا سنتعرف على كافتها وقدراتها

9. كانت طرق الرومان مشهورة جدًا لسبب وجيه

نعم قد تؤدي كل الدروب الى روما ولكن ليست كلّها بذات السوية..

لم تكن الطرق الرومانية مجرد مزيج من الحصى والصخور. اذ استخدم الرومان مزيجًا من التراب والحصى مع الطوب المصنوع من الحمم البركانية المتصلبة أو الجرانيت، مما جعل الطرق صلبة للغاية بغض النظر عن الظروف الجوية.

كما تميزت طرق الرومان باستقامتها المطلقة، حيث كانت مزودة بقنوات تصريف مياه الأمطار مع إمالة طفيفة. ساعدت هذه الخصائص على منع تراكم المياه والحطام على الطريق بعد هطول الأمطار.

كان الرومان قد بنوا بحلول عام 200 م شبكة طرق ضخمة تمتد لمسافة تزيد عن 80,400 كم لتشمل أجزاء واسعة من أراضي الإمبراطورية الرومانية. تضم أكثر من 50,000 طريق مزودة بإرشادات وعلامات حجرية. تميزت جميع هذه الدروب بدقة تعبيدها وقوة تحمّلها. مما ساعد على استمرار استخدامها حتى يومنا هذا، حيث لا تزال العديد من الطرق القديمة في روما قيد الاستخدام حتى اليوم.

10. الكودكس: أول كتاب مجلّد

نسخ من الهودوكس source: Tom Murphy VII/Wikimedia Commons

خلال عهد الإمبراطورية الرومانية، كانت الكتابات تُنحت عادةً على ألواح شمعية أو لفائف. يمكنك أن تتخيل كم كانت هذه النصوص صعبة النقل وهشة في طبيعتها وصعبة التخزين.

في إحدى الفترات ابتكر يوليوس قيصر أول كتاب مجلد من مجموعة من أوراق البردي، بدلاً من استخدام لفائف البردي الطويلة التي كانت صعبة النقل والقراءة.

كما يمكن أن يحتوي الكودوكس على الكثير من المجلدات، يجمعهم غلاف مدمج للحماية، مع ترقيم الصفحات ووضع الفهارس مما يسهّ الرجوع إليها وقت الحاجة

استخدم المسيحيون الأوائل هذا الاختراع الروماني على نطاق واسع لصنع مخطوطات الكتاب المقدس، ومكنت التقنية من انتشار الكتاب المجلد لاحقًا إلى مناطق أخرى مع المسيحية.

مقال ذو صلة: اختراعات ناسا وتقنيات من عصر الفضاء نستخدمها كل يوم

11. التقويم اليولياني

كان التقويم الروماني الجمهوري مبنيًا على دورة القمر، متكونا من 355 يومًا. لكن ومن باب الحفاظ على التقويم متوافقًا مع السنة الشمسية، تمّت إضافة شهر إضافي يتكوّن من 27 أو 28 يومًا مرة كل عامين.

كانت عملية تعديل التقويم هذه من مسؤولية الكهنة، ومع مرور الوقت، أصبحت عمليات التعديل غير منتظمة بسبب الإهمال والفساد. نتيجة لذلك، وبحلول الأربعينيات قبل الميلاد، أصبح التقويم المدني الروماني غير متزامن مع الفصول والمهرجانات المقدسة؛ اذ كان متقدمًا بحوالي ثلاثة أشهر عن التقويم الشمسي.

ولإصلاح ذلك قام يوليوس قيصر بتعديل التقويم الروماني في عام 46 قبل الميلاد، حيث أدخل نظامًا جديدًا يتكون من 12 شهرًا بمعدل 365 يومًا لكل عام، مع إضافة يوم إضافي كل أربع سنوات (سنة كبيسة). كما نقل بداية العام من 1 مارس إلى 1 يناير.

يمكننا القول أن التقويم اليولياني أكثر دقة من التقويم الروماني السابق، حيث كان طول السنة فيه 365 يومًا وربع يومًا، بينما يبلغ طول السنة الشمسية الفعلي 365.2425 يومًا. وفيما بعد تمّ استبدال التقويم اليولياني بالتقويم الغريغوري في عام 1582، والذي يزيد يومًا إضافيًا إلى فبراير كل أربع سنوات لتسوية الاختلاف بين السنة الحقيقية والسنة التقويمية.

مقال ذو صلة: الاثار الشهيرة المتأثرة بالعمارة الرومانية

12. الرومان هم من ابتكروا أشكال الشقق الأولية

Remains of the top floors of an insula near the Capitolium and the Insula dell'Ara Coeli in Rome
بقايا الطوابق العليا لإنزولا بالقرب من الكابيتولين وإنزولا في روما source: Chabe01/Wikimedia Commons

بسبب الزيادة السكانية المستمرة، كانت روما بحاجة إلى إيجاد حلول مبتكرة لتوفير المزيد من المساحات السكنية. فاقترح المهندسون المعماريون بناء وحدات سكنية مكدسة حول ساحة مركزية، بدلاً من البناء الأفقي.

وهنا ابتكروا نوعًا جديدًا من المساكن يُعرف باسم “الإنسولاي”. كانت هذه الوحدات السكنية مكدسة حول ساحة مركزية، وكانت تُسمى “جزر” لأنها كانت تشغل مناطق بأكملها. بحلول القرن الرابع الميلادي، احتوت روما على حوالي 45,000 إنسولا.

بشكل عام، كانت الشقق مخصصة للمواطنين من الطبقة المتوسطة إلى الطبقة الدنيا، حيث فضلت الطبقات العليا مساحات سكنية منفصلة خاصة بها في المناطق المرموقة بالمدينة.

13. الخدمات البريدية الرومانية

source: Bet_Noire/iStock

قبل الميلاد بحوالي 20 عامًا، أنشأ الإمبراطور أغسطس نظامًا يسمى “cursus publicus”، وهو نظام يمكن من خلاله نقل الرسائل والإشعارات بين المقاطعات بمساعدة الخيول ومركبات مثل عربة الخيول المسماة ريدا.

كانت الخدمة البريدية الرومانية ناجحة بفضل شبكة الطرق الرومانية الواسعة والمصممة جيدًا، والتي سمحت للرسل على ظهور الخيل بالسفر بسرعة متوسطة تبلغ 50 ميلاً (80 كم) في اليوم.

يٌعتَبر نظام البريد الروماني نموذجًا يحتذى به للعديد من خدمات البريد اللاحقة، وكان في وقت من الأوقات الأكثر تقدمًا في العالم.

مقال ذو صلة: أكبر السفن في العالم التي تم بناؤها على الإطلاق

14. الرومان و الأدوات البحرية القوية

برغم قوة روما العظمى على الأرض، إلا أنها افتقرت إلى القوة البحرية في بداية بناء إمبراطوريتها. ولكن سرعان ما أدرك الرومان أنهم بحاجة إلى إيجاد طريقة لاستخدام قوتهم البرية ضد أعدائهم البحريين الأكثر خبرة. فكان أحد الحلول هو “Corvus “كورفوس.

و كورفوس (“الغراب”) هذا عبارة عن جسر متحرك يمكن للرومان استخدامه لشن غارات على سفن العدو. بمجرد إرفاقه على ظهر السفينة المعادية، يمكن للرومان العبور من خلاله. كان كورفوس أول جهاز يستخدم لتحويل المعارك البحرية إلى نوع من مثيلاتها البرية.

لم يخلو كورفوس من العيوب، اذ لا يمكن استخدامه في البحار الهائجة، كما أنه كان يتطلب تدريبًا مكثّفًا للرومان لاستخدامه بفعالية. على كلّ الأحوال بحلول نهاية الحرب البونية الأولى، لم تعد روما بحاجة إلى كورفوس. لقد هزموا القرطاجيين، وأصبحوا سادة البحر الأبيض المتوسط. وبعدها لم يعد كورفوس ضروريًا، لعدم وجود عدوّ بحري قوي بما يكفي لتحدّي الإمبراطورية الرومانية.

بحلول عام 36 قبل الميلاد، استبدلت البحرية الرومانية كورفوس بجهاز جديد يُعرف باسم الهارباكس. كان الهارباكس عبارة عن نظام حربة وونش يمكن استخدامه لربط سفينة رومانية بسفينة معادية. حالما يتم ربط السفن، يمكن للرومان استخدام الهارباكس كنقطة انطلاق للقفز على متن السفينة المعادية. فيما تمّ استخدامه لأول مرة، كما تقول الرواية، في معركة ناولوكوس عام 36 قبل الميلاد.

وصف المؤرخ الروماني ” Appian” أبيان الأداة بأنها ك”المقبض”. كانت عبارة عن قطعة من الخشب طولها خمسة أذرع، مُثبّتة بالحديد ومزودة بحلقات في كلا الطرفين. ومقارنة بالكورفوس، كان للهارباكس ميزة واضحة لأنه كان أخف وزناً. هذا جعل من السهل على السفن الرومانية استخدامه، حتى في البحار الهائجة.


15. التستودو: عندما تذهب السلحفاة إلى الحرب

The testudo formation in a Roman military reenactment

تمثيل عسكري روماني
source: Neil Carey/Wikimedia Commons

كان الجيش الروماني مشهورًا بتشكيلاته المعركة المدرعة، التي كانت تسمى “Testudo” التستودو. وكانت التستودو عبارة عن تشكيل من الجنود يحملون ألواحًا خشبية أو معدنية فوق رؤوسهم وأجسادهم، مما يوفر لهم حماية كبيرة من المقذوفات.

استلزم هذا التشكيل من الجنود الرومان وضع دروعهم فوق رؤوسهم لتشكيل حاجز يشبه السقف. كان الجنود في المقدمة يستخدمون دروعهم لإنشاء جدار. فبفضل هذه الخطوة المبتكرة، تمكن الجنود الرومان من حماية أنفسهم من جميع الجهات أثناء المعركة.

على الرغم من شهرة هذا التشكيل، إلا أنه كان يستخدم عادةً فقط أثناء الحصارات أو المواقف الحرجة في المعركة، كما في معركة حران عام 53 قبل الميلاد. أما في أيامنا هذه تستخدم قوات مكافحة الشغب تكتيكات مماثلة.

مقال ذو صلة: القبة الحديدية: ما هي وما مدى فعاليتها؟

16. الرومان كانوا بارعين في حصار الحرب

Schematic view of the circumvallation during the Siege of Groenlo in 1627
مخطط حصار غرونلو في عام 1627 source: J.Blaeu – Atlas van Loon/Wikimedia Commons

لم تكن حرب الحصار من ابتكار الرومان، لكنهم ساهموا بشكل كبير في تطويرها وتحسين تقنياتها، مما أدى إلى جعلها أكثر فعالية وكفاءة.

قاموا بتحسين الأسلحة اليونانية مثل الباليستا. كما أنهم طوّروا المقلاع اليوناني، مما أدى إلى زيادة مدى وقوة القوس والنشاب والعقرب والهونغر، وهي آلات حصار تعمل بالالتواء وتٌستخدم عادةً لتدمير الجدران والتحصينات.

كما أنهم ابتكروا طرقًا مبتكرة للحفر وبناء المنحدرات وتطويق المدن لقطع الإمدادات عنها. تركت التكتيكات الرومانية إرثًا طويل الأمد في مجال الحرب، حيث تم تبنّيها واستخدامها من قبل العديد من الجيوش في جميع أنحاء العالم.

تركت الإمبراطورية الرومانية بصمةً واضحةً على الحضارة الغربية، امتدت من لغتها وقوانينها إلى فنها وهندستها المعمارية. على الرغم من إمكانية اختراع العديد من الإنجازات الرومانية بشكل مختلف في وقت لاحق، إلا أن روما القديمة كانت بالتأكيد فترة مهمّة في تطور التكنولوجيا البشرية.


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى