غير مصنف

رصد جسم سماوي غريب يحيّر العلماء

جسم سماوي غامض تم رصده من قبل علماء الفلك مؤخرا. قد يكون أخف ثقب أسود أو أثقل نجم نيوتروني على الإطلاق، أو حتى ظاهرة جديدة بالكامل للعلم.

تم اكتشاف هذا الجسم السماوي على بعد 40 ألف سنة ضوئية داخل تجمع كثيف من النجوم يسمى NGC 1851. وتم ذلك من خلال الومضات السريعة لمرافقه المداري. وهو (نجم نيوتروني نابض والذي يمسح شعاعًا من الضوء كل 6 ملي ثانية).

وفقًا للباحثين، يقع الجرم الجديد داخل “الفجوة الكتلية” وهي المنطقة الواقعة بين النجوم النيوترونية والثقوب السوداءالتاريخية. مما يعني أنه يمكن أن يكون إما أحدهما.

صرّح بن ستابرز، أستاذ الفيزياء الفلكية في جامعة مانشستر بالمملكة المتحدة، في بيان أنّ “أي تفسير لطبيعة الكائن المصاحب يُعدُّ اكتشافًا مذهلاً. ” كما “يمكن أن يشكّل نظام ثنائي يضم نجما نابضًا وثقبًا أسود اختبارا مهمًا لنظريات الجاذبية. بينما يمكن أن يزودنا احتمال أنه نجم نيوتروني ثقيل بمعلومات جديدة عن فيزياء النوى عند كثافات عالية جدًا.”

مقال ذو صلة: اكتشاف أقدم ثقب أسود قد يكشف لنا أسرار جديدة عن الكون

الثقوب السوداء والنجوم النيوترونية

تتشكل كل من الثقوب السوداء والنجوم النيوترونية عندما تنهي النجوم الضخمة حياتها في انفجارات عنيفة تسمى السوبرنوفا. لكن رغم أن الثقوب السوداء والنجوم النيوترونية تنشآن بنفس الطريقة، إلا أنهما يختلفان اختلافًا كبيرًا في الكتلة. اذ يمكن أن تصل كتلة الثقوب السوداء إلى مليارات الكتل الشمسية، بينما نادرًا ما تتجاوز كتلة النجوم النيوترونية ثلاث كتل شمسية. على أي حال، تبدو أخف الثقوب السوداء وأثقل النجوم النيوترونية متشابهة الى حد كبير من مسافات بعيدة.

تلسكوب ميركات “MeerKAT ” المصدر: ويكبيديا

على الرغم من التقدم، لم ينجح العلماء بعد في رصد الأجرام التي تقع في الفجوة الكتلية باستخدام التلسكوبات العادية التي تعتمد على الضوء. ولرصد الجرم السماوي الجديد، استخدم الفلكيون تلسكوب MeerKAT الراديوي في جنوب إفريقيا لمسح العنقود الكروي NGC 1851. وهو كتلة نجمية مكتظة تضم نجومًا متراصة بكثافة بحيث قد تتسبب التفاعلات النجمية في إخراج بعضها من مداراتها وحتى التصادم.

مقال ذو صلة: أول ثقب أسود مائل على الإطلاق يدور على جانبه تم إكتشافه حديثاً

فاستطاع علماء الفلك رصد نبضات راديوية ضعيفة صادرة عن نجم نابض، تتكرر 170 مرة في الثانية. ومن خلال متابعة التغيرات الطفيفة في تلك النبضات، تمكن العلماء من تحديد مدار هذا النجم النابض. وبالتالي بيّن ذلك أن النجم النابض كان في نظام ثنائي، يدور حول جسم يزن تقريبًا 3.9 كتل شمسية في منتصف فجوة الكتلة تماما.

في النهاية لا يزال لغز طبيعة هذا الجرم غامضاً. إذ قد يكون إما أخف ثقب أسود أو أكبر نجم نيوتروني مكتشف. أو حتى نوع غامض من بقايا النجوم لم يتم تصنيفه بعد.

إلا أن الباحثين يرون أن دراسة هذا الجرم بعمق أكبر قد تساعدهم على اختبار نظرياتنا الحالية عن المادة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى