مواصلات

استخدام سيارات الأجرة الجوية بات وشيكًا

حققت ناسا وسيكورسكي إنجازًا تاريخيًا في مجال الطيران، عندما قامت مروحياتهما التجريبية برحلة مستقلة فوق لونغ آيلاند ساوند. بفضل برنامج الملاحة المتطور التابع لناسا، تمكنت المروحيات التجريبية من التحليق بأمان عبر السماء الرمادية الملبدة بالغيوم. أما ما يميز هذا الإنجاز كونه خطوة مهمة نحو جعل سيارات الأجرة الجوية ذاتية التحكم حقيقة واقعة، إضافة الى نظام تشغيلها الأوتوماتيكي دون الحاجة إلى طيار بشري.

تهدف رحلات الطيران هذه، الى اختبار برامج تجنب التصادم. اذ كانت أول محاولة لطائرتين ذاتية التحكم تطيران باتجاه بعضهما البعض. إضافة الى تطوير أنظمة طيران مستقلة بالكامل قادرة على إدارة الطائرة من الإقلاع إلى الهبوط، كما تشمل بطبيعة الحال التحكم بالارتفاع والسرعة.

مقال ذو صلة: أكبر الطائرات في العالم

مروحية SARA S-76B ذاتية التحكم \ المصدر: Ted Carlson

شملت التجربة مروحية سيكورسكي SARA S-76B ومروحية بلاك هوك OPV. اذ تم تجهيز هذه المروحيات بخمسة أنظمة برامج مصممة من قبل ناسا. مع خضوعها لاختبارات صارمة، مع تحسين عمليات الأتمتة مع مرور الوقت.

سلط أدام ينغلينج، مدير مشروع ناسا، الضوء على نجاح دمج التقنيات بسلاسة، مشيرًا إلى أن “تثبت هذه الجهود قدرتنا على دمج العمليات بأمان لتشغيل الطائرة باستخدام عدة تقنيات في لوحة ملاحة واحدة.”

علما أنّ عملية التنفيذ تمّت بمرافقة طيارين أمنيين من كل من ناسا وسيكورسكي. نفذت المروحيات المستقلة 12 رحلة ناجحة، شملت 70 مناورة مختلفة مع مجموع 30 ساعة طيران. وبلا شكّ فتح هذا التعاون الباب أمام المزيد من اختبارات تقنية الأتمتة. ما يضعنا على بعد خطوة واحدة من مستقبل يشمل سيارات الأجرة الجوية وخيارات أخرى للنقل الجوي الآلي.

مقال ذو صلة: الطائرات بدون طيار تاريخ موجز

كيف تفاعل الطيارون مع الأنظمة المستقلة؟

نجاح التعاون كان يعتمد على دمج نظام تحكم الطيران المستقل الخاص بشركة سيكورسكي مع برامج ناسا، التي تعمل على أجهزة لوحية مصممة خصيصًا. سمحت البرامج التي تعمل على الأجهزة اللوحية للمروحيات بالطيران بشكل مستقل وفقًا لمسارات محددة مسبقًا. مما يشكل أساسًا مهمًا لاختبار قدرات أنظمة الطيران الذاتي. كان الطيارون موجودين فقط لمراقبة الأنظمة المستقلة واتخاذ الإجراءات اللازمة في حالة حدوث خطأ ما.

خلال تلك التجارب المثيرة، تم لأول مرة دمج تقنية “المجال الجوي الواقعي المعزز”. وبينما كانت المروحيات تحلق فوق مضيق لونغ آيلاند، اندمجت طائرات افتراضية مع الطائرات الحقيقية بشكل سلس تمامًا، لتصل إلى إجمالي يزيد عن 150 طائرة في المجال الجوي.

في النهاية، يمهّد نجاح هذا التعاون المشترك بين ناسا وشركة سيكورسكي ومنظمة داربا الطريق لعصر جديد من الاستقلالية في مجال الطيران. وستساعد البيانات التي تم جمعها من هذه الاختبارات إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية على دمج الأنظمة الآلية. ما يسمح بإدخال أنظمة النقل الجوي المتقدم إلى المجال الجوي الوطني، وهذا سيؤدي في النهاية إلى إنقاذ الأرواح والطائرات والموارد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى