سيارات الطاقة المتجددة ما الذي يمنع انتشارها بشكل كامل؟

في ظل الجهود العالمية المتزايدة لتأمين بدائل الوقود الأحفوري، ما الموجود لدى شركات تصنيع السيارات؟

بإلقاء نظرة عامة على صناعة وقود السيارات المتجددة حاليًا، نرى التحول المتزايد إلى السيارات الكهربائية. اذ تشعل السيارات الكهربائية ثورة في جميع أنحاء العالم، ولكن لا يزال يتعين إثبات استدامتها.

لسنا ضد السيارات الكهربائية، بل نرى مستقبلها مشرق. ولكن في ظل الاعتماد الحالي على الفحم لتوليد الكهرباء وتشغيلها، فإن تأثيرها البيئي لا يزال سلبيًا. بعيدا عن الجدل البيئي الحاصل، من المحتمل أن تتربع السيارات الكهربائية مستقبلا على عرش صناعة السيارات غير المعتمدة على الوقود الأحفوري. ومع ذلك، يبقى من غير المنطقي افتراض أن السيارات الكهربائية هي الحل الوحيد مستقبلا.

بدائل الوقود الأحفوري

من بين بدائل الوقود الأحفوري الأكثر شهرة للوقود الأحفوري هي خلايا الوقود الهيدروجينية والوقود الحيوي. ومع أن توافرها لا يزال محدودًا مقارنةً بالكهرباء، إلا أن استدامتها أمر لا شك فيه. من الجدير بالذكر أن تجربة خلايا الوقود الهيدروجينية بدأت في عمق أبحاث ناسا في ذروة “عصر الفضاء“. حيث بدأ استخدام الهيدروجين كوقود لصواريخ “ساتورن V“، وهو الآن يستخدم لتشغيل سيارات العائلات، ولكن ليس على نطاق واسع.

السيارات ذات الوقود الهيدروجيني

اذا ما نظرنا الى إمكانيات استخدام هذا الوقود المتفجر، فإن الهيدروجين أكثر كثافة بالطاقة من البنزين وبطاريات السيارات الكهربائية. ناهيك عن أنه يمكنك حرفيًا، وبدون مبالغة، شرب عادم السيارات التي تعمل بالهيدروجين، المعروف أيضًا باسم أحادي أكسيد ثنائي الهيدروجين، وهو الماء. معنى ذلك أنه آمن بيئيا. بالرغم من كل هذه المشجعات إلا أن قطاع السيارات يواجه حاليًا تحديات في نشر خلايا الوقود الهيدروجينية. أبرز هذه التحديات تتمثل في تكلفتها العالية ونظرة المجتمع السلبية إليها. لكونها بدأت بالظهور في مجال أبحاث وصواريخ الفضاء.

لا يزال الاعتقاد السائد لوقود الهيدروجين على أنه خطير وقابل للانفجار، وهذا طبيعي نسبة لتاريخه مع الصواريخ كما ذُكر سابقا. إلا أن وجهة نظر عامة الناس تجاهه بدأت تتغير تدريجيًا إلى الأفضل. ومع ذلك، كما هو الحال مع أي مسعى بحثي آخر في مجال الوقود، فإن تكلفة التصنيع ستنخفض، وستتحسن الصورة العامة لوقود الهيدروجين.

في النهاية، من المرجح أن تظل السيارات الكهربائية هي الخيار الأفضل للنقل على نطاق واسع، وذلك لأن البنية التحتية الحالية لا تدعم خيارات أخرى كمثل انتشار وقود الهيدروجين على نطاق واسع. وعلما أن جميع شركات صناعة السيارات قد أنتجت سيارات تعمل بخلايا الوقود النموذجية، إلا أن تويوتا وهوندا وهيونداي هي الشركات الوحيدة التي طرحت سياراتها ذات الوقود الهيدروجيني في الأسواق.

مقال ذا صلة: تسلا في مواجهة سوني وهوندا في صناعة السيارات الكهربائية

إمكانية وجود السيارات الكهربائية في العصر الحديث

سيكون من الإجحاف عدم التوسع في مناقشة موضوع السيارات الكهربائية بكونها إحدى البدائل الرئيسية للوقود الأحفوري، ولكننا سنكتفي بإلقاء نظرة سريعة عليها نظرًا لتوفر المعلومات الكافية عنها لدى المهتمين. فقد قامت جميع شركات صناعة السيارات تقريبًا بإنتاج سيارات هجينة أو سيارات كهربائية بالكامل على نطاق واسع.

مقال ذا صلة: ما الفرق بين السيارات الكهربائية والعادية؟

لا تقتصر السيارات الكهربائية على السيارات الذكية فقط، بل إن محركات الدفع الكهربائية قوية بما يكفي لبناء سيارات خارقة. على سبيل المثال قامت شركتا Mercedes-Benz) and (BMW)) بتصنيع سيارات خارقة تعمل بأنظمة دفع كهربائية كليا، مثل (Mercedes-Benz SLS AMG & BMW i8).

نظرًا لتوجيه الأنظار بعيدًا عن الوقود الأحفوري لتحقيق الاستدامة وتقليل التأثير البيئي، إلا أن السيارات الكهربائية لديها بعض الجوانب التي تحتاج إلى تحسين. فبالإضافة إلى استخدام بطاريات ثقيلة الوزن وغنية بالمواد الكيميائية، إن بعض البلدان لا زالت تنتج الكهرباء عن طريق حرق الفحم. وهو ما يتسبب في إطلاق كميات كبيرة من غازات الاحتباس الحراري. لذلك، يمكن القول أن السيارات الكهربائية ليست خالية تمامًا من الضرر البيئي.

ومع ذلك، فبمجرد توفر البنية التحتية المتطورة، وإمكانية توليد الكهرباء بطريقة أكثر استدامة، من المحتمل أن تحتل السيارات الكهربائية مستقبل صناعة السيارات.

مقال ذا صلة: تسلا، تاريخ قصير ولكن رائع

هل يمكن للوقود الحيوي أن يسهل الانتقال من الوقود الأحفوري إلى الكهرباء؟

الوقود الحيوي، أو الوقود النباتي، هو آخر بديل رئيسي لطاقة السيارات. على عكس خلايا وقود الهيدروجين والمركبات الكهربائية، لن يتطلب الوقود الحيوي أي إعادة صياغة للبنية التحتية للسيارات الحالية. سيتم ببساطة تحويل محطات الوقود لإنتاج الوقود الحيوي السائل الضروري. أما أكثر أنواع الوقود الحيوي شيوعًا هو الإيثانول، وهو وقود كحول إيثيلي مشتق من السليلوز من النباتات.

مقال ذا صلة: مصدر جديد للطاقة المتجددة: تحطيم المادة النباتية

من المحتمل أنك تستخدم بالفعل البنزين المحتوي على الإيثانول في سيارتك، ومن حيث المبدأ، فإن التحول الكامل إلى الوقود الحيوي قابل للتطبيق تجاريًا في العصر الحالي. بينما الجانب السلبي للوقود الحيوي، وربما الأسباب التي تجعلنا لم نشهد التحول بالفعل، هو الحاجة إلى مساحات شاسعة من الأراضي لإنتاجها، بالإضافة إلى حقيقة أن ليست كل السيارات يمكنها التعامل مع هذا النوع من الوقود. بمعنى آخر، فالتحول الكامل إلى الوقود الحيوي سينافس إنتاج الغذاء بشكل مباشر. وبذلك قد يتحول الاقتصاد العالمي إلى اقتصاد زراعي بحت إذا ما تم تبني واعتماد الوقود الحيوي على نطاق واسع.

أخيرا أصبح من البديهي معرفة أن صناعة السيارات أصبحت تتجه نحو الطاقة المتجددة، ولا يمكن للشركات تجاهل هذا الاتجاه. لذلك تسابق شركات السيارات في توظيف أفضل الباحثين لتطوير تقنيات جديدة لتشغيل السيارات في المستقبل، ومن المرجح أن يصبح الوقود الأحفوري أقل أهمية خلال العشرين عامًا القادمة.