أزاحت شركة جنرال أتوميكس، المصنِّعة لطائرات بريداتور المسيرة، الستار عن طائرة نفاثة تجريبية مبتَكرة قد تغيّر قواعد اللعبة في مجال المسيّرات القتالية.
طراز XQ-67A والمعروف أيضًا باسم نظام الاستشعار الخارجي (OBSS)، هو عبارة عن طائرة نفاثة مسيرة انسيابية وسرية. تم تطويرها وبناؤها لصالح مختبر أبحاث القوات الجوية الأمريكية (AFRL)، وهو المركز الرئيسي للابتكار والتكنولوجيا لدى القوات الجوية الأمريكية.
كشفت شركة جنرال أتوميكس في الثامن من فبراير عن طائرتها XQ-67A، ونشرت مع ذلك بعض الصور ومقاطع الفيديو التي تظهر الطائرة وهي تخضع لاختبارات القيادة على المدرج عالية السرعة استعدادًا لأولى رحلاتها الجوية. ولكن لم يتضح بعد ما إذا كانت الطائرة قد حلقت فعليًا أم لا.
مقال ذو صلة: الطائرات بدون طيار تاريخ موجز
منصة استشعار مُبتكرة
تعدّ طائرة XQ-67A عنصرًا أساسيًا في برنامج OBSS السري للغاية. الذي تسعى الولايات المتحدة من خلاله إلى تطوير طائرة مسيرة متطورة مزوَّدة بمجموعة متكاملة من أجهزة الاستشعار. وتهدف هذه الطائرة بطبيعة الحال إلى لعب دور استراتيجي في العمليات العسكرية. حيث ستقوم بالطيران أمام الطائرات المقاتلة المأهولة، وجمع معلومات استخبارية حيوية عن مواقع وأنشطة وقدرات العدو.
بالنسبة لتصميم طائرة XQ-67A فهو مستوحى من عائلة طائرات “غامبيت” التي اقترحتها شركة جنرال أتوميكس أيضًا لبرنامج آخر للقوات الجوية الأمريكية المسمى “الطائرة القتالية التعاونية” (CCA). يهدف هذا البرنامج إلى تطوير أسطول من المُسيّرات القادرة على أداء أدوار متعددة. مثل حاملات الصواريخ، ومحطات الاستشعار، ومنصات الحرب الإلكترونية، حتى أدوات التمويه.
وفقًا لموقع FlightGlobal، فإن طائرة XQ-67A ستدار عن بعد على عكس طائرات أخرى من المركبات الجوية القتالية غير المأهولة (المسيّرات) المصممة لتعمل بشكل مستقل أو شبه مستقل.
“المسيّرات القتالية” ميدان مزدحم بالمنافسين
ليست طائرة XQ-67A هي المسيرة القتالية الوحيدة التي تقوم القوات الجوية بتجربتها. فقد قامت القوات الجوية أيضاً باختبار XQ-58A Valkyrie، وهي طائرة مسيرة نفاثة طوّرتها شركة كراتوس للدفاعة والحلول الأمنية، والتي يمكنها الطيران بسرعات تقارب سرعة الصوت وحمل مجموعة متنوعة من الأسلحة والحمولات.
بالإضافة لذلك، أبدى سلاح الجو الأمريكي أيضًا اهتمامه باستخدام طائرة MQ-28 Ghost Bat. وهي مسيرة حربية (UCAV) ذات خصائص تخفي، تم تطويرها من قبل شركة بوينغ لصالح قوات الدفاع الأسترالية. تمتلك هذه الطائرة مدى يزيد عن 2000 ميل وقدرة على حمل ما يصل إلى 4400 رطل من الذخيرة.
مقال ذو صلة: طائرة بدون طيار عملاقة لاختبار صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت
في النهاية، تأمل القوات الجوية الأمريكية أن توفر هذه المركبات الجوية القتالية بدون طيار (المسيّرات) “قوة ضاربة بأسعار معقولة” لتكمل أسطول طائراتها المقاتلة المتهالك والمتقلّص. وكذلك لتواجه التفوق العددي لخصوم محتملين مثل الصين وروسيا.
تجسّد طائرة XQ-67A التطور المتسارع والتغيرات الجذرية في مجال (المسيّرات) التي باتت تتميز بقدرات متقدمة وتطبيقات متنوعة وتكلفة معقولة. ومن المتوقع أن تلعب هذه الطائرات دورًا محوريًا في تشكيل مستقبل الحرب الجوية.
