صحة

علاج جديد لمرض السرطان باستخدام تقنية CRISPR

العلماء يعلنون عن طريقة جديدة لعلاج السرطان باستخدام تقنية CRISPR التي أثبت الاختبار فعاليتها

طور العلماء طريقة جديدة باستخدام تقنية CRISPR لمساعدة الجهاز المناعي في التعرف على الخلايا السرطانية ومحاربتها بشكل أكثر كفاءة وفعالية.

تحتوي أجسامنا جزيئات تسمى بمعقد التوافق النسيجي الرئيسي (MHC) من الفئة الأولى على سطح جميع الخلايا. تعمل هذه الجزيئات كعلامات للجهاز المناعي يمكنها أن تساعده في التعرف على الخلايا السرطانية والتخلص منها.

ولكن عندما تشعر الخلايا السرطانية بنظام المناعة النشط، تحاول التخفّي بشكل ذكي عن طريق تقليل جزيئات MHC من الفئة الأولى على سطحها. مما يساعد الخلايا السرطانية على التملّص من الخلايا التائية CD8+، وهي خط الدفاع الأولي للجهاز المناعي في مواجهة السرطان.

هذا أمر كارثي لأن التأخير في محاربة الخلايا السرطانية لا يؤدي إلا إلى إطالة أمد بقاء المرض في الجسم.

مقال ذو صلة: ما هو الرابط بين الأطعمة المعالَجة وسرطان الجهاز الهضمي؟

يمكن للجهاز المناعي مهاجمة الخلايا السرطانية بكفاءة أكبر

صورة رقمية لخلية T على اليسار تهاجم ورم سرطاني Source: SCIENCE

طوّر باحثون من اليابان والولايات المتحدة طريقة لزيادة عدد جزيئات MHC من الفئة الأولى في الخلايا السرطانية، مما يعزز قدرة الجهاز المناعي على اكتشاف والقضاء على الخلايا السرطانية.

صرح البروفيسور Koichi Kobayashi، من جامعة هوكايدو ومركز تكساس A&M الصحي “إنّ اكتشافنا يحمل إمكانية كبيرة لتغيير جذري في كيفية علاج السرطان.” بالإضافة لذلك، “تستهدف تقنيتنا للجينات المسؤولة عن استجابة الجهاز المناعي بشكل دقيق للغاية، وتزيد فعاليته لمحاربة الخلايا السرطانية. وهذا بلا شك يمنح الأمل للمرضى الذين لا يستجيبون للعلاج المناعي الحالي.”

اكتشف كوباياشي وفريقه أيضا جينًا يحمل اسم “NLRC5” وهو مسؤول عن مستويات بروتينات MHC من الفئة الأولى. لكن يتم تثبيط هذا الجين في حالات السرطان، من خلال تعطيل مفاتيح جزيئية معينة على الحمض النووي “DNA”. يُطلق على هذا الإيقاف أو التعطيل اسم “تمثيل الحمض النووي” ونتيجة لذلك تتناقص مستويات MHC من الفئة الأولى، مما يساعد الخلايا السرطانية على الاختباء.

تستطيع طريقتهم الجديدة، “TRED-I” (تنشيط مستهدف وإزالة تثبيط MHC-I)، عكس تثبيط الحمض النووي لجين NLRC5 وإعادة تنشيطه مرة أخرى. ويؤدي هذا إلى زيادة مستويات MHC من الفئة الأولى في الخلايا السرطانية دون التسبب في آثار جانبية خطيرة. تكون العملية شبيهة بالضغط على مفتاح التبديل ليجعل الجهاز المناعي يرى الخلايا السرطانية ويحاربها بشكل أكثر فعالية.

صرح الدكتور Paul de Figueiredo، المحقق الرئيسي في مختبر بوند للخلايا الجذعية، “نحن بحاجة ماسة إلى أساليب جديدة لمكافحة السرطان لمثل هذه، لأن طرقنا العلاجية محدودة مع بعض أنواع السرطان”.

مقال ذو صلة: علماء يطورون أفاتار للأورام السرطانية لاختبار أدوية السرطان

اختبار العلاج

اختبر الباحثون نموذج TRED-I العلاجي على حيوانات مصابة بالسرطان. حيث نجح في تقليص حجم الأورام وتعزيز نشاط الخلايا التائية CD8+ المفيدة.

إن استخدام TRED-I مع العلاج المناعي القائم، زاد بشكل كبير من فعالية العلاج. والأمر الأكثر إثارة للدهشة أنه نجح حتى مع الأورام البعيدة عن الورم الرئيسي. مما يبشّر بإمكانية استخدامه في علاج السرطانات المنتشرة (النقائل).

وفي النهاية يخطط الباحثون الآن لإيجاد طريقة لإيصال نموذج TRED-I العلاجي مباشرةً إلى مرضى السرطان. تهدف هذه الأدوية إلى مساعدة الجهاز المناعي على محاربة السرطان بشكل أكثر فعالية وتعزيز تأثير العلاجات الأخرى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى