وجدت دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة بريستول والوكالة الدولية لأبحاث السرطان (IARC) أن تناول المزيد من الأطعمة شديدة المعالجة (UPFs) قد يرتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان الفم والحلق.
ما المقصود ب “الأطعمة شديدة المعالجة”
هي تلك التي تم تحويلها بشكل كبير من حالتها الأصلية باستخدام مجموعة من التقنيات الصناعية، مثل الضغط والقلي والخبز. وغالبًا ما تحتوي هذه الأطعمة على نسبة عالية من السكر والدهون والمواد المضافة، مثل المواد الحافظة ومحسنات النكهة والملونات الاصطناعية. ومن الأمثلة على ذلك، الصلصات والبيتزا المجمدة ووجبات الطعام الجاهزة، بالإضافة إلى النقانق، والبطاطا المقلية، والمشروبات الغازية.
قام الباحثون في هذه الدراسة بتتبع عادات الأكل ل 450,111 شخص في فرنسا وإسبانيا لمدة تصل إلى 10 سنوات.
مقال ذو صلة: علماء يطورون أفاتار للأورام السرطانية لاختبار أدوية السرطان
نتائج الدراسة كانت غير متوقعة
ربما كان الاكتشاف الأكثر إثارة للدهشة الذي توصلت إليه الدراسة هو أن السمنة الناتجة عن استهلاك نسبة عالية من الأطعمة شديدة المعالجة لم تكن العامل الوحيد المساهم في نشوء هذه السرطانات.
فقد وجدت العديد من الدراسات الرصدية أن تناول الأطعمة شديدة المعالجة مرتبط بزيادة الوزن وارتفاع نسبة الدهون في الجسم. هنا عقّبت فيرناندا موراليس بيرنشتاين، طالبة دكتوراه في مؤسسة ويلكوم في جامعة بريستول والمؤلف الرئيسي للدراسة. “لا غرابة في ذلك، فهي عمومًا لذيذة وسهلة التحضير وغير مكلفة، مما يشجّع على تناول كميات كبيرة منها وبالتالي زيادة السعرات الحرارية المستهلكة”.
وأضافت، “أظهر التحليل أن الصلة بين تناول الأطعمة شديدة المعالجة وسرطانات الجهاز الهضمي العلوي لم تكن مرتبطة بمؤشر كتلة الجسم”.
مقال ذو صلة: دواء مضاد للسمنة يعد بعكس أعراض قصور القلب
ووفقًا للنتائج التي توصّل إليها الفريق، يرتبط تناول كمية أكبر بنسبة 10 في المئة من الأطعمة شديدة المعالجة (UPFs) بزيادة خطر الإصابة بسرطان الرأس والعنق بنسبة 23 في المئة. وكذلك زيادة خطر الإصابة بسرطان الغدد الليمفاوية المريئي بنسبة 24 في المئة. وعلى الرغم من ذلك، لم يفلح العلماء في تفسير سوى جزء صغير جدًا من الارتباط الإحصائي الموجود بين استهلاك هذه الأطعمة وزيادة معدل الإصابة بأورام الجهاز الهضمي العلوي. مما يثير التساؤل حول وجود آليات أخرى قد تساهم في هذه العلاقة.
بما أن الأطعمة شديدة المعالجة تخضع لتعديلات واسعة وتحتوي على عدد كبير من المضافات والمواد الحافظة المنكهة والأصباغ والمستحلبات. هذا يعني أنها قد تكون ضارّة بشكل كبير للجسم البشري بغض النظر عما إذا كانت تؤدي إلى زيادة الوزن. وعلاوة على ذلك قد يكون الغلاف الغذائي وطريقة التصنيع أيضًا شركاء بالأمر حيث يتسببان في إضافة مواد كيميائية سامّة إلى الأطعمة.
المزيد من الأبحاث المستقبلية ضرورية
بناء على ذلك، لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتوضيح جميع الآليات التي تربط بين استهلاك الأطعمة شديدة المعالجة وزيادة خطر الإصابة بالسرطان. حيث أكدت موراليس-بيرنشتاين على أن “علاج فقدان الوزن وحده لن يكون كافيًا لمنع هذه الحالات”. حيث أن هناك عوامل أخرى غير السمنة تساهم في زيادة خطر الإصابة بها.
في النهاية، أوصت الدكتورة هيلين كروكر، نائبة المدير للبحث والسياسة في الصندوق العالمي لأبحاث السرطان بأمر مهمٍّ. ألا وهو أهمية اتباع نظام غذائي صحي غني بالحبوب الكاملة والخضروات والفواكه والفول، للوقاية من السرطان. بعد تبيّن وجود ارتباط بين الاستهلاك المرتفع للأطعمة شديدة المعالجة وزيادة خطر الإصابة بسرطان الجهاز الهضمي العلوي.