علوم

رحلة نيزكية تاريخية: عينات أوزوريس-ركس تفتح أبوابًا علمية جديدة

بعد شهور من الترقب، حقّق مهندسو ناسا إنجازًا تاريخيًا يوم 10 يناير 2024، بعد شهور من الترقب والجهود الدؤوبة. فقد تمكنوا أخيرًا من إزالة مشكلتين اثنتين من المشابك العنيدة التي كانت تحبس الكنز الثمين. وهو عبارة عن عينات نيزكية جمعتها مهمة أوزوريس-ركس.

بهذا تكون سجلت مهمة أوزوريس-ركس الفضائية اسمها في سجلات التاريخ في سبتمبر 2023. حيث أصبحت أول مهمة أميركية تعود بعينة نيزكية من الفضاء إلى الأرض. وتم حفظ العينة النفيسة بإحكام داخل كبسولة العودة، على مقربة تثير الفضول ولكن خارج متناول اليد بسبب قفلين عالقين لم تُجدِ معهما الأدوات القليلة المسموح بها لدى الفريق في فتحهما.

بينما تمكن العلماء بالفعل من استخراج 70.3 جرامًا (2.48 أونصة) من مادة Bennu من خارج رأس أداة جمع العينات “Touch-and-Go Sample Acquisition Mechanism” (TAGSAM). لا يزال الجزء الأكبر من عينات الكويكبات محبوسًا داخل الكبسولة.

ووفقًا لبيان صادر عن ناسا، أصبح الجزء الأكبر من عينات الكويكبات Bennu متاحًا للعلماء بعد نجاحهم في تحرير مشبكين عنيدين من أصل 35 مشبكًا في أداة جمع العينات “Touch-and-Go Sample Acquisition Mechanism” (TAGSAM). ولم يكن بالإمكان تحرير هذين المشكْلين باستخدام الأدوات المعتمدة سابقًا داخل حاوية عينات أوزوريس-ركس.

مقال ذو صلة: فشل المركبة الفضائية “بيرغرين” بالهبوط على القمر

مهندس ناسا المشرف على بحفظ عينات مركبة أوزويس-ركس، يثبت أحد الأدوات التي تم تطويرها لإزالة المسامير الأخيرة. Source: NASA

مع إزالة القفلين الأخيرين بنجاح، يستعد فريق العناية بالمواد الفلكية في مركز جونسون الفضائي التابع لناسا في هيوستن لتفكيك رأس أداة جمع العينات (TAGSAM) والوصول أخيرًا إلى جوهر الكنز النيزكي.

مقال ذو صلة: هل يواجه كوكبنا خطر اصطدام كويكبي يدمّر البشرية؟

الكويكب Bennu

يحمل “قلب TAGSAM” بداخله ما يكفي لإثارة خيال أي عالم. فهو يضم غبارًا وحصىً بأحجام مختلفة تصل حتى سنتمترًا واحدًا، وهي بقايا بكر لم تمس من سطح الكويكب Bennu. ولا يزال وزن العينة الكلي غامضًا، وسيتم تحديده خلال الأسابيع القادمة.

تخطط ناسا لنشر قائمة شاملة لجميع عينات Bennu في وقت لاحق من هذا العام. مما سيمكن العلماء والمؤسسات في جميع أنحاء العالم من تقديم طلبات للبحث أو العرض، مما سيفتح آفاقًا جديدة للاستكشاف العلمي

Bennu، صخرة فضائية أقدم من التاريخ نفسه، يسكن في داخله سر نشأة كل ما نراه في كوكبنا والفضاء المحيط به. إنه بقايا حية من المادة البدائية التي تشكلت منها شمسنا والكواكب. مع تحليل عينات Bennu بدقة، قد نتمكن أخيرًا من فهم لغز تكوين وتطور الأجرام السماوية، وربما نكتشف أشياء لم نتخيلها أبدًا عن ماضينا ومستقبلنا الكوني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى