إبداع

“نيوتن غزة” يضيء خيمة عائلته

من قلب غزة، أصبح الفتى الفلسطيني حسام العطّار البالغ من العمر 15 عامًا، منارة للأمل والإبداع. وقد لقّب بـ “نيوتن غزة” بعد أن نجح في إنارة مراكز الإيواء في رفح باستخدام أبسط الأدوات وطاقة الرياح.

وسط انقطاع شديد في إمدادات الكهرباء، تقدم حسام، الطالب في مدرسة جبل المكبر شمال غزة، بفكرة براقة وعملية لمعالجة مشكلة انقطاع التيار الكهربائي.

وباستخدام أدوات بسيطة فقط، استغل حسام ديناموًا وشفرات لاستغلال طاقة الرياح، وولّد الكهرباء لإنارة الملاجئ المظلمة والباردة. لقد أراد حسام إدخال الفرح على قلبي أخيه التوأمين وتخفيف شعورهما بالوحشة والخوف في ظلام خيمتهما.

وقال حسام لإحدى وكالات الإعلام، “نظرت إلى أخوي التوأمين ورأيت الخوف في عينيهما، عندما كان الظلام يسود، كانا يشعران بالوحدة داخل الخيمة. لذلك فكرت، أن أُدخل الفرح عليهما وأقوم بإضاءة هذا المكان”.

حسام العطار “نيوتن غزة” يضيء خيمة عائلته في غزة رويترز

يعاني حسام وأسرته من ظروف التشرّد ،بعدما نزحوا نتيجة الحرب الإسرائيلية على غزة. حيث اضطروا للفرار من منازلهم في بيت لاهيا، وقطعوا مسافة طويلة سيرًا على الأقدام حتى وصلوا إلى رفح بالقرب من الحدود مع مصر. وفي ظل هذه الظروف الصعبة، يتألق إصرار حسام على التأثير إيجابًا على مجتمعه.

مقال ذو صلة: كيف سيكون شكل الدراجة النارية الكهربائية في المستقبل؟

توليد الكهرباء رغم قلة الموارد

قام حسام بتجميع قطع من أجهزة إلكترونية مستهلكة أو تالفة لاستخدامها في مولدته الكهربائية البدائية. كمثل الملفات الكهربائية والأسلاك والمغناطيسات – وكلها عناصر أساسية لتوليد الطاقة الكهربائية.

بعد ذلك، قام حسام بصنع مروحة بسيطة وفعالة باستخدام مواد متوفرة محليًا. واشترى دينامو من السوق مقابل شيكل واحد فقط. كانت شفرات التوربين مصنّعة من مواد خفيفة الوزن ولكنها قوية، وتم تثبيتها بحيث تلتقط قوة الرياح. ومع تفاعل الرياح مع هذه الشفرات البدائية، تتحرك التوربينات.

مقال ذو صلة: أكبر توربينات الرياح في العالم تظهر قوة الحجم غير المتكافئة

أضافت والدته، وقد ملأها الفخر، أن حسام يتمتع بموهبة فطرية وقدرة على تحويل أشياء تبدو عادية إلى شيء مفيد. بل لجأت إليه العائلات المحتاجة في كثير من الأحيان للمساعدة إصلاح أدواتهم الكهربائية.

يحمل حسام، طموحًا في قلبه أن يصبح مخترعًا ومكتشفًا، مع نظرة تفاؤلية تجاه إمكانيات الحياة رغم تحديات فلسطين. كما يؤكد على وجود العديد من المراهقين المبدعين مثله في غزة. وباسم “نيوتن غزة”، فإن حسام العطار لا يكتفي بإضاءة الملاجئ، بل يشعل الطريق نحو مستقبل أكثر إشراقا وأملا في مواجهة الشدائد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى