علوم

تلسكوب هابل يرصد مجرّة مدمجة

تلسكوب هابل يرصد مجرّة مدمجة جديدة من خلال صور حديثة التقطها مؤخرا.

توضّح هذا الصورة الجديدة التي التقطها تلسكوب هابل الفضائي التابع لناسا مجرّة زرقاء مدمجة مضيئة (BCG) تسمى ESO 185-IG013. تعتبر مجرات BCG مجرات قريبة تشهد على انفجار مكثف لتكوين النجوم. كما تتميز بلونها الأزرق غير المعتاد في الضوء المرئي، ما يميزها عن مجرات الانفجار النجمي العالي الأخرى التي تنبعث منها المزيد من الأشعة تحت الحمراء.

يدرس علماء الفيزياء الفلكية مجرات BCG لأنها توفر لنا نماذج قريبة نسبيا للمجرات التي كانت موجودة في الكون المبكر. وهذا يعني أن دراسة مجرات BCG يمكن أن تساعد العلماء على فهم كيفية تشكل وتطور المجرات الذي حدث منذ مليارات السنين.

تلسكوب هابل الفضائي Source: NASA

بينما استخدم تلسكوب “هابل” الفضائي أطوال موجية فوق البنفسجية والأشعة تحت الحمراء لتصوير المجرة ESO 185-IG013 وكشف تفاصيل عن ماضيها. إضافة لذلك يُظهر التصوير وجود مئات من العناقيد النجمية “الحديثة المنشأ”، مع العلم أن العديد منها عمره أقل من 100 مليون سنة، تنتشر عبر أرجاء المجرة. على سبيل المثال يبلغ عمر بعض العناقيد 3.5 مليون سنة فقط، أي أنه ما زال في مراحله الأولى من التكوين. بينما يعتبر هذا العمر قصيرًا جدًا مقارنةً بعمر الكون، مما يدل على أن هذه العناقيد تشكلت حديثًا. لكن من جهة أخرى، يتوقع العلماء أن العديد من هذه العناقيد الصغيرة لن تدوم طويلًا. حيث تفقد كمية كبيرة من غازها، وهو العنصر الأساسي لتكوين النجوم.

مقال ذو صلة: صور تلسكوب الجديدة للمجرات تحبس الأنفاس

تصادم مجرتين

وجود عدد كبير من العناقيد النجمية بجانب التركيبة غير المنتظمة للمجرة قد يكون ناتجا عن تصادم واندماج مجرتين حديثًا. وبدوره أدى هذا الاندماج إلى توفير كميات هائلة من الوقود لتكوين النجوم في المجرة، وهو ما يفسر استمرار تشكّل النجوم الجديدة حتى اليوم.

مقال ذو صلة: هابل يلتقط إنفجار منكب الجوزاء يتعافى ببطء بعد تفجير قمته

بطبيعة الحال عندما تتصادم مجرتان، تتطاير المواد من المجرة الأصغر بسبب قوة جذب المجرة الأكبر. بينما تشكّل هذه المواد المتطايرة هالةً ضبابية تسمى بالغلاف “القوقعة” الذي نراه حول المجرة ESO 185-IG013. إنها بمثابة سحابة من الغبار والغاز المليئة بالعناقيد النجمية الجديدة – بقايا من المجرة التي التهمتها المجرة الأكبر.

بالإضافة إلى هذا الغلاف، تمتلك هذه المجرة ذيلًا غازيًا ممتدًا في الناحية الشمالية الشرقية. ليمثّل الذيل دليلاً آخر على حدوث تصادم مجري. حيث تتدفق أذرع الغبار والغاز في اتجاه معين بسبب قوى الجاذبية المتفاعلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى