صحة

دةاء جديد لمرض السكري من النوع لأول متوفّر في الصيدليات

أظهر الباحثون أن دواءً شائع الاستخدام يمكن أن يوقف تطور مرض السكري من النوع الأول.

داء السكري من النوع الأول، والمعروف أيضًا بمرض السكري المعتمد على الأنسولين، هو مرض مناعي ذاتي يهاجم فيه جهاز المناعة في الجسم البنكرياس عن طريق الخطأ ويقتل الخلايا التي تنتج الأنسولين فيه.

ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن سبب داء السكري غير معروف الى الآن. وحسب الإحصائيات في عام 2017، كان هناك حوالي 9 ملايين شخص حول العالم مصابون بداء السكري من النوع الأول.


كان الأفراد المصابون بالسكري من النوع الأول ولا زالوا يعتمدون بشكل كبير على الأنسولين للسيطرة على حالتهم. وهو عادةً ما يُعطى عن طريق الحقن أو مضخات التسريب لتنظيم مستويات السكر في الدم والحفاظ على حياة الأشخاص المصابين بداء السكري.

مقال ذو صلة: دواء مضاد للسمنة يعد بعكس أعراض قصور القلب

دواء جديد لمرضى السكري من النوع الأول

دواء baricitinib المستخدم لعلاج التهاب المفاصل الروماتيدي

أجرى باحثون في معهد St Vincent’s (SVI) للأبحاث الطبية في ملبورن أول تجربة بشرية في العالم. وأظهرت التجربة أن دواءً اسمه “baricitinib” يمكن أن يبطئ بشكل فعّال تطوّر مرض السكري من النوع الأول. ويتم وصف هذا الدواء عادةً لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي.

أوضح البروفيسور كاي، مدير معهد St Vincent’s للأبحاث الطبية(SVI)، “عند تشخيص الإصابة بمرض السكري من النوع الأول لأول مرة، يبقى هناك عدد كبير من الخلايا المنتجة للأنسولين موجودة. لذلك أردنا معرفة ما إذا كان بإمكاننا حماية هذه الخلايا قبل أن يقوم الجهاز المناعي بتدميرها”.

تفاصيل التجربة

قام الباحثون بإجراء تجربة على 91 مريضًا مصابًا بالمرض، تتراوح أعمارهم بين 10 و 30 عامًا، تم تشخيصهم بالمرض في غضون 100 يوم فقط. وقد استمرّت التجربة لمدة عام كامل، وتم تصميمها بحيث لا يعرف أي شخص، سواء المريض أو الباحث، من يتلقى العلاج الفعلي ومن يتلقى الدواء الوهمي.

من بين هؤلاء المشاركين، تلقى 60 مشاركًا دواء باريسيتينيب، بينما تلقى 31 مشاركًا دواءً وهميًا. الى جانب استمرار جميع المشاركين في تلقي العلاج بالأنسولين الذي وصفه لهم الطبيب.

قام الباحثون حينها برصد أربع مؤشرات رئيسية للتحكم في مرض السكري لدى المشاركين في الدراسة. من بين هذه المؤشرات: جرعة الأنسولين، وإنتاج الأنسولين الداخلي، ومستويات السكر في الدم، ومستويات الهيموجلوبين الغليكوزي (HbA1c).

بناء على ذلك اعتبر الباحثون أن باريسيتينيب، وهو دواء جديد لعلاج مرض السكري من النوع الأول، يمكن أن يحافظ على وظيفة خلايا البنكرياس المنتجة للأنسولين إذا تم تناوله في غضون 100 يوم من التشخيص. مما يؤدي الى تحسين مستويات السكر في الدم. وهذا يوفر الأمل في إمكانية تأخير أو حتى منع تطوّر المرض.

بالإضافة الى ذلك، أظهرت التجربة التي موّلتها مؤسسة JDRF الأمريكية غير الربحية، انخفاضات كبيرة في متطلبات الأنسولين للمشاركين الذين تناولوا الدواء. ما يمثل تقدمًا تحوليًّا محتملاً في علاج مرض السكري من النوع الأول.

وقال البروفيسور كاي “إن هذا الاكتشاف يبشر بإمكانية علاج أكثر ملاءمة وفعالية لمرض السكري من النوع الأول”.

كذلك قالت البروفيسور هيلين توماس “نحن متفائلون للغاية بأن هذا العلاج سيصبح متاحًا سريريًا. سيكون ذلك حقيقة بمثابة تغيير جذري في كيفية التحكم بمرض السكري من النوع الأول.


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى