إبداع

الصين تتطوّر جهاز تشويش من البلازما لجعل الطائرات المقاتلة غير مرئية

جهاز التخفّي البلازمي الجديد يستهدف مناطق محددة، وليس الطائرة بأكملها.

أعلن علماء ومهندسون صينيون عن تطويرهم لجهاز تشويش بلازما للطائرات العسكرية. وذلك لجعل أي طائرة تقريبًا غير قابلة للكشف بالرادار وذلك فقًا لتقرير حديث صادر عن صحيفة South China Morning Post.

على عكس الإصدارات السابقة التي كانت تُنشئ غطاءً من البلازما يغطي الطائرة بأكملها، يمكن للتكنولوجيا الجديدة استهداف مناطق محددة، مثل قبة الرادار أو قمرة القيادة، لجعلها غير مرئية على شاشات الرادار.

يُطلق على الجهاز اسم “جهاز تشويش البلازما بشعاع إلكتروني مغلق”، ويمكن تنشيطه بسرعة لخداع مشغلي الرادار.

تكمن فكرة تكنولوجيا التخفي بالبلازما في تقليل قابلية الكشف أو المقطع العرضي للرادار (RCS) للطائرة باستخدام الغاز المؤين أو البلازما.

من المعروف أن بعض أنواع المركبات و الأسلحة تتحرك بسرعة هائلة تفوق سرعة الضوء. مما يؤدي إلى تكوين سحابة بلازما حولها بسبب ضغط الهواء الشديد. تعمل هذه السحابة على امتصاص أو تشويش موجات الرادار، وهذا يؤدي إلى إخفاء الجسم الفعلي عن أنظمة الرادار بشكل فعال.

مقال ذو صلة: طائرة قتالية جديدة بدون طيار تنضم لصفوف سلاح الجو الأميركي

كيف تعمل تكنولوجيا التخفي بالبلازما؟

تقوم فكرة هذه التقنية على إنشاء طبقة من البلازما حول الطائرة، ومن ثمّ تعمل هذه الطبقة على امتصاص أو حرف مسار موجات الرادار. مما يجعل الطائرة أقل قابلية للاكتشاف بواسطة أنظمة الرادار.

على الرغم من دراسة وبحث مفهوم تكنولوجيا التخفي بالبلازما لعقود من الزمن، إلا أن تطبيقها عمليًا وفعاليتها لا يزالان موضع جدل وبحث مستمرين.

على أي حال تواجه هذه التكنولوجيا تحديات عديدة اليوم، على سبيل المثال، متطلبات الطاقة الهائلة، وكذلك التحكم في كثافة البلازما وتوزيعها. إلى جانب التوافق مع تصميم الطائرة ووظائفها.

مقال ذو صلة: استخدام سيارات الأجرة الجوية بات وشيكًا

ما الذي يجعل هذه التقنية مختلفة؟

طائرة إف-22 رابتور US Air Force/Reutes

على عكس طائرات التخفي التقليدية مثل طائرة إف-22 رابتور أو بي-2 سبيريت والتي تعتمد على مواد امتصاص الرادار وتصميم هندسي خاص لتقليل انعكاس الرادار، تستخدم تكنولوجيا التخفي بالبلازما نهجًا مختلفًا حيث تعتمد على سحابة من الغاز المؤين لتحقيق خصائص تخفّي مماثلة.

طائرة B-2 Spirit \ ويكبيديا

إلى جانب ذلك، قام فريق تان باختبار نوعين من أجهزة تشويش البلازما. يقوم أحدهما بطلاء المناطق المعرضة للرادار بمادة مشعة تعمل على تأين الهواء وتكوين طبقة كثيفة من البلازما لتشتيت إشارات الرادار.

بينما تستخدم الطريقة الأخرى كهرباء ذات تردد عالي لتأين الغاز المحيط بالطائرة، مما يؤدي إلى تكوين منطقة بلازما. وقد كتب فريق تان: “تم اختبار كلتا الطريقتين في الرحلات الجوية وأثبتتا نجاحهما”.

فيما صرّح تان وزملاؤه من معهد Xian للدفاع الفضائي الجوي، وهو المقاول الرئيسي للدفاع الجوي الفضائي في الصين، ” يمكن الآن تطبيق هذا الحل المبتكر قريباً على مختلف الطائرات العسكرية لتلبية الحاجة المتزايدة للصين لقدرات عسكرية متقدمة.”

مقال ذو صلة: أكبر حاملات الطائرات في العالم

قام فريق تان بتصميم جهاز باستخدام تفريغ حزمة الإلكترون لتوليد مساحات كبيرة من البلازما المحصورة، وهي طريقة تم الكشف عنها للجمهور لأول مرة، وفقًا لتقرير صحيفة South China Morning Post.

تتميز هذه الطريقة عن غيرها من الطرق، مثل أجهزة تفريغ البلازما بموجات التردد الراديوي المغلقة، بفصلها البلازما عن المولد. يمنح هذا الفصل ميزة كبيرة في تصميم التجويفات لتناسب مختلف هياكل الطائرات.

أكد الفريق أن البلازما الناتجة عن حزم الإلكترون تتميز بعدة مزايا تجعلها عملية للاستخدام، بما في ذلك سهولة التحكم، وكفاءة الطاقة العالية، إضافة إلى انخفاض متطلبات الطاقة، والوزن الخفيف. وفي النهاية قد أثبتت الاختبارات الأرضية للنماذج الأولية نجاح تصميمهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى