صحة

تقنية جديدة للكشف عن سرطان البنكرياس تمنح أملا للمرضى

هذه التقنية الجديدة تسمح باكتشاف خلايا سرطان البنكرياس في مراحل مبكرة جداً، حتى تلك التي لا يتجاوز حجمها 200 ميكرون، وهذا إنجاز مهم جداً.

يمكن اعتبار احصائيات سرطان البنكرياس لعام 2023 في الولايات المتحدة الأمريكية مثيرة للقلق حقًا وفقًا لإحدى الوكالات. حيث توفي حوالي 50,550 شخصًا بسبب هذا المرض في الولايات المتحدة وحدها. ليصبح بذلك رابع أكثر سبب شيوعًا للوفاة المرتبطة بالسرطان للرجال والنساء على حد سواء. بينما يمثل 7% من جميع حالات الوفاة المرتبطة بالسرطان.

ومن الجانب المشرق، نجح باحثون من جامعة أوكلاهوما للعلوم الصحية في تطوير طريقة جديدة لتطوير عملية اكتشاف سرطان البنكرياس، الذي يعد أشد أنواع السرطانات فتكًا.

مقال ذو صلة: علاج جديد لمرض السرطان باستخدام تقنية CRISPR

تطوير تقنية تصويرية جديدة للكشف المبكر عن المرض

تشتمل الطريقة على نهج تصويري جديد لاكتشاف سرطان البنكرياس. وفقًا لبيان صادر عن العلماء، تجمع التقنية بين عامل تباين مُنشأ حديثًا وتصوير الطيف الضوئي الصوتي (MSOT).

قال الدكتور أجاي جين، أستاذ الجراحة في كلية الطب بجامعة أوكلاهوما، “يُعدّ سرطان البنكرياس أحد أصعب أنواع السرطانات علاجًا بسبب صعوبة اكتشاف الخلايا السرطانية على المستوى المجهري.”


“وفي غياب أي أعراض مبكرة لسرطان البنكرياس، فلا يتم تشخيصه إلا بعد انتشاره. لهذا تكون النتائج مع الأسف سيئة للغاية. علما أن فرص البقاء لدى المرضى على قيد الحياة لا تتجاوز 9% بشكل عام. وعلى الرغم من أن الجراحة والعلاج الكيميائي يقدمان أفضل فرصة للمرضى، إلا أن نجاح العملية يتطلب استئصال كامل للورم، وهو أمر يصعُب تحقيقه.”

مقال ذو صلة: السرطان وعلاقته بجينات الفيلة، التي قد تحمل مفتاح إنقاذ العديد من البشر

تمثّل هذه التقنية الجديدة تقدّماً هامّاً في مجال تشخيص سرطان البنكرياس، حيث تسمح باكتشاف الخلايا السرطانية في مراحلها المبكرة جداً. حتى تلك التي لا يتجاوز حجمها “200 ميكرون” أي ما يعادل سمك شعرة رأس تقريباً. كما تجدر الإشارة إلى أن تقنيات التصوير الحالية، مثل التصوير المقطعي المحوسب، لا تستطيع عادةً رصد الأورام السرطانية إلا بعد تكبيرها لتصل إلى حجم سنتيمتر واحد تقريباً.

يَعِد هذا النهج التصويري المبتكر بتحسين نتائج الجراحة لسرطان البنكرياس من خلال تزويد الجراحين بمعلومات فورية أثناء العملية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدامه كأداة فحص للأفراد المعرضين للخطر بشكل كبير.

على رأس هذا التطوير، تقف الدكتورة لايسي ماكنالي، أستاذة الجراحة في كلية الطب بجامعة أوكلاهوما، التي ابتكرت عامل تباين فريد من نوعه يلتصق بخلايا سرطان البنكرياس تحديدًا.

مقال ذو صلة: علماء يطورون أفاتار للأورام السرطانية لاختبار أدوية السرطان

توصيل العامل عبر الحقن الوريدي

البنكرياس

شرح الباحثون في بيانهم أنه عند إدخال عامل التباين عبر الوريد، يمكنه التمييز بين خلايا سرطان البنكرياس والخلايا الأخرى، باعتبار بيئة هذ المرض حمضية. وبالتالي عندما يواجه عامل التباين هذه الحموضة، فإن صبغيته تضيء.

على الجهة الأخرى، يقوم مكوّن التصوير المقطعي البصري متعدد الأطياف (MSOT) بتوجيه أشعة تحت حمراء إلى داخل الجسم، مما يحفز عامل التباين. وهذا التحفيز بدوره ينتج موجات صوتية يلتقطها جهاز MSOT ويحولها إلى ألوان، ما يخلق صورًا ذات تفاصيل واضحة. ومما لاشكّ ستزيد تلك التقنية من دقة كشف المرض. متجاوزًا بذلك طرق التصوير الحالية.

وأشارت ماكنالي إلى امتلاك سرطان البنكرياس ل “مجسّات” تنتشر خارج الورم الرئيسي. “حاليًا، لا توجد طريقة لدى الجراح لمعرفة موقع هذه المجسّات. ولكن إذا تمكن فريق الجراحة من استخدام تقنية (MSOT) في غرفة العمليات، فسوف تمكنهم بالتأكيد من تحديد أماكن انتشار السرطان بشكلٍ مباشر خلال الجراحة. مما يسمح باستئصالها على الفور.

يظهر هذا النهج التصويري الجديد إمكانية كبيرة في العمل كأداة فحص للأفراد المعرضين لخطر الإصابة بسرطان البنكرياس. بما في ذلك أولئك الذين لديهم تاريخ عائلي أو استعداد جيني للمرض.

وفي هذا السياق، صرح الدكتور جين قائلاً: “يقدم الكشف المبكر عن سرطان البنكرياس أفضل فرصة للشفاء. إذا تمكنا من اكتشاف السرطان في مرحلة مبكرة جداً، أي على المستوى المجهري، فقد يكون قابلاً للشفاء.”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى