نجح جراحون على الأرض في التحكم عن بعد بجهاز روبوتي صغير على متن محطة الفضاء الدولية خلال عطلة نهاية الأسبوع. وأجروا أول عملية جراحية من نوعها في مدار الأرض – ولكن على شرائط مطاطية.
استغرقت العملية حوالي ساعتين، وشارك فيها ستة جراحين قاموا بتشغيل الروبوت الفضائي الجرّاح MIRA المزوّد بكاميرا وذراعين. وذكرت شركة ” Virtual Incision ” في بيان لها: “اختبرت التجربة تقنيات جراحية قياسية مثل الإمساك والتلاعب وقطع الأنسجة. وتم استخدام شرائط مطاطية لمحاكاة الأنسجة الحقيقية”.
وُصِفَت التجربة بأنها “نجاح كبير” من قبل المشاركين، وتمثل خطوة جديدة في تطوير الجراحة الفضائية، والتي قد تصبح ضرورية لعلاج الحالات الطبية الطارئة خلال الرحلات الفضائية المأهولة متعددة الأعوام، مثل رحلات الذهاب إلى المريخ. أو حتى في المناطق الأرضية النائية.
مقال ذو صلة: روبوت دافنشي يجري عملية جراحية لورم سرطاني
الروبوت الفضائي الجرّاح “space MIRA”
انطلق الروبوت الصغير الذي يحمل اسم spaceMIRA والذي طوّرته جامعة نبراسكا في الولايات المتحدة الامريكية وشركة Virtual Incision، إلى محطة الفضاء الدولية نهاية كانون الثاني 2024 عبر شحنة حملها صاروخ مصنوع من شركة “سبايس إكس” حيث تمّ وضعه داخل صندوق بحجم ميكروويف، ما سهّل نقله.
بعدما جرى فحص الروبوت وتشغيله من قِبل رائدة الفضاء لورال أوهارا، أجريت التجربة يوم السبت في 10 شباط من المقر الرئيسي لشركة Virtual Incision في لينكولن بولاية نبراسكا. استمرت العملية حوالي ساعتين وشارك فيها ستة جراحين تمكّنوا من التحكم عن بعد في الروبوت المزوّد بكاميرا وذراعين.
مقال ذو صلة: كشفت شركة 1X عن روبوتات شبيهة بالبشر تعمل بذكاء اصطناعي متقدم بدعم من Open AI
وفي مقطع فيديو شاركته الشركة، يمكن رؤية ذراع واحد مجهّز بملاقط يمسك الشريط المطاطي ويمدده. بينما يقوم الذراع الآخر المجهّز بمقص بعمل قطع – محاكيا التشريح.
تحدّي الجاذبية وفارق الزمن
لكن التحدي الأهم الذي يواجه هذه العملية هو فارق الزمن بين الفضاء والأرض، والذي يبلغ 0.85 من الثانية. وذلك بطبيعة الحال بسبب تأثير الجاذبية. ولإثبات نجاح الأمر في مختلف الظروف، ستجرى تجربة مماثلة على الأرض باستخدام نفس الروبوت والأدوات.
مع ذلك، أجمع جميع الجراحين والباحثين على وصف التجربة بـ “النجاح الباهر”. كما أكدت شركة “Virtual Incision” في بيان لها على وجود القليل من المشاكل أو عدمها، مشيرةً إلى أن هذه التقنية “ستغير مستقبل الجراحة.
إلى جانب ذلك، ذكرت وكالة ناسا، التي قدمت بعض الدعم المالي للمشروع، أنه مع تزايد طول مدة الرحلات الفضائية، “يزداد احتمال الحاجة إلى رعاية طارئة. بما في ذلك الإجراءات الجراحية البسيطة مثل خياطة الجروح وصولاً إلى عمليات أكثر تعقيدًا”.
