دراسة حديثة ترصد متوسّط “يوم الإنسان حول العالم”، وتكشف عن الأنشطة الحياتية التي تستهلك أكبر قدر من وقته.
كل إنسان على وجه الأرض لديه الـ 24 ساعة ذاتها في اليوم ليقضيها، ولكن الذي يختلف هو طريقة تقسيمنا لتلك الساعات مابين عملٍ ونومٍ و دراسةٍ ولهوٍ وغيرها. قام العلماء مؤخرًا بتجميع البيانات المتاحة حول (كيفية تخصيص الناس في جميع أنحاء العالم لأوقاتهم) ليستخدموها في تحديد متوسط “يوم الإنسان العالمي”.
وجد الباحثون أن أكثر من ثلث ساعاتنا نمضيها في النوم، بينما يتم تقسيم باقي الوقت إلى ثلاث فئات. تعتمد هذه الفئات على ما إذا كان الوقت يؤثر مباشرة على البشر أم العالم المادي أم بيئة وجود الأشخاص وما يفعلونه.
بداية وجدوا أن أنشطة مثل الزراعة تتطلب وقتًا أطول بكثير في البلدان الفقيرة مقارنة بالبلدان الأكثر ثراءً. بينما تظل أنشطة أخرى مثل الوقت الذي نقضيه في المواصلات ثابتة إلى حد ما في جميع أنحاء العالم.
في النهاية، وجدت الدراسة أن وقتًا قصيرًا نسبيًا – بحدود خمس دقائق من متوسط يوم الإنسان – يخَصص لأنشطة تتعلق بشكل مباشر بالبيئة وتغيّر المناخ. وذلك مثل استخراج الطاقة ومعالجة النفايات، مما يشير إلى ضرورة تخصيص المزيد من الوقت لمساعدة وحماية الكوكب. ما معناه أن نتوقف عن استخدام الطاقة الأحفورية وننشئ المزيد من مصادر الطاقة المتجددة.
“إذا كانت التغييرات التي نريد إجرائها تتطلب منا تخصيص وقت كبير لأنشطة لا نقوم بها الآن، فسيكون من الصعب أو المستحيل تنفيذها. ولكن يمكننا معالجة هذا الأمر ببضع دقائق فقط في اليوم، وعلى ما أعتقد هذا أمر مُشجع”.
مقال ذا صلة: سيارات الطاقة المتجددة ما الذي يمنع انتشارها بشكل كامل؟
تأثيرات بشرية مباشرة
معظم الوقت الذي نكون به مستيقظين نقضيه في أنشطة تؤثر بشكل مباشر على أجسادنا وعقولنا. مثل تناول الطعام، العناية الشخصية، ممارسة الرياضة، مشاهدة التلفزيون، لقاء الأصدقاء، رعاية الأطفال، الذهاب إلى المدرسة والصلاة في المعبد أو المسجد أو الكنيسة. ولكي تكون التصنيفات متشابهة قدر الإمكان بين الثقافات واللغات المختلفة، حاول الباحثون استخدام أوصاف مادية بدلاً من أوصاف عامية. على سبيل المثال، تشمل إعادة الهيكلة العصبية المتعمّدة التعليم والبحث والدين.
تأثيرات خارجية
أما الجزء الأكبر التالي من الوقت فيمضيه الناس على الأنشطة التي تؤدي إلى تغييرات ملموسة في العالم. على سبيل المثال، يشمل ذلك توفير الطعام (زراعة المحاصيل وتربية الماشية وتصنيع الطعام والطهي). أما الأنشطة التي توفّر مواد أو خدمات غير غذائية، على سبيل المثال، التعدين وقطع الأشجار واستخراج النفط. تشمل الأنشطة التي تحافظ على نظافة وسلامة البيئة، الغسيل والتنظيف وإدارة النفايات. يشمل إنشاء المجال التكنولوجي جميع الأنشطة التي تؤدي إلى تطوير وابتكار المنتجات والخدمات الجديدة، وكذلك تحسين المنتجات والخدمات الحالية.
تأثيرات تجميعية
أصغر فئة هي الأنشطة التي يصعب قياسها أو ملاحظتها بشكل مباشر. تتضمن إحدى المجموعات الفرعية، المسمى “التخصيص”، الوقت الذي يتم تخصيصها للعمل في الحكومة والجيش والتجارة والبيع بالتجزئة والقانون والعقارات أو الصناعة المالية. تشمل المنظومة “النقل البشري”، الذي كان ثابتًا بشكل مفاجئ في كل مكان. فبينما يقطع الناس مسافات مختلفة، لكنهم يميلون جميعًا إلى قضاء حوالي ساعة واحدة يوميًا في التنقل.
